للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[العمل في البنك الربوي أم الهجرة لبلاد الكفر]

[السُّؤَالُ]

ـ[أعمل لدى بنك غير إسلامي وفي قسم التسهيلات، ولا يوجد أي عمل آخر لأني من سكان غزة والوضع الاقتصادي والمعيشي صعب جدا، وغير متزوج حتى الآن، وفي حال إقبالي على الزواج سألجأ للحصول على قرض، علما أن عمري الآن ٢٩ سنة وأريد الزواج لكن العثرات في طريقي دائما،عرض علي من قبل أخي الهجرة للسويد حيث هو يعيش هناك من ٣ سنوات، ومتزوج بفلسطينية مسلمة ويصغرني ب ٥ سنوات وحياته مستقرة جدا، وبحالة مادية جيدة جدا، ويفيدنا أنه يوجد مساجد وهناك جالية مسلمة كبيرة جدا، وأهلي يشجعوني على الهجرة، فأنا في حيرة من أمري. أين الحرام وأين الحلال؟ وماذا أفعل؟ يرجى مساعدتي في اتخاذ القرار ولكم الشكر.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعمل في البنوك الربوية محرم لأنه من الإعانة على الربا، ولا يجوز لك البقاء في البنك الربوي وأشد من ذلك في الإثم أن تقترض بالربا، ولا يجوز شيء من ذلك إلا لضرورة، وحد الضرورة هو: أن تشرف على الهلاك ولا تجد سبيلاً لإطعام نفسك إلا بفعل الحرام، أو كنت في حرج وضائقة لا يدفعها إلا الحرام كأن لم تجد لباسا تكسو به بدنك أو مسكناً يؤويك بالأجرة، وراجع في ذلك الفتاوى الآتية أرقامها: ٦٣٩٩٦، ١١٠٨٥١، ١١١٧٣٧، ١٢١٨٦١.

وإذا لم تجد عملاً مباحاً وأردت السفر إلى بلاد الكفار، فاعلم أن السفر إلى بلاد الكفر فيه خطرٌ عظيمٌ على الدين والأخلاق، والعمل في البنك الربوي -إن لم تجد غيره- أقل ضرراً في الغالب وأهون مفسدة من ذهابك إلى بلاد يُخشى فيها على دينك، وإذا اجتمعت مفاسد لا يمكن اجتنابها كلها فإنه ترتكب المفسدة الصغرى لدرء المفسدة الكبرى.

لكن لو فرضنا أن بإمكانك المحافظة في بلاد الكفر على شعائر الدين ولم تخش الفتنة في هذه البلاد جاز لك السفر إليها، فقارب بين جميع ذلك وافعل ما كان أخف ضررا، ونحن لا تستطيع أن نعطيك جوابا محددا في ذلك لأنه يحتاج إلى معرفة دقيقة لكل الأحوال المحيطة. ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى الآتية أرقامها: ٩٣٩٦٩، ١١٠٩٧١، ١١٨٢٧٩.

ونسأل الله تعالى أن يرفع الكرب عن أهل غزة وأن يغنيك بحلاله عن حرامه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ رجب ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>