للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل يتزوج من تصاحب فتيات سيئات الأخلاق]

[السُّؤَالُ]

ـ[بصراحة أنا أحببت فتاة لدرجة كبيرة جداً وأريدها زوجة لي، ولكن هناك مشكلة حقيقية تواجهني حتى أكمل مشواري معها وتتمثل في أن لديها صديقات يتعاملن في هذه الحياة بانفتاحية زائدة عن حد المعقول لدرجة أنني عن طريق الصدفة عثرت على إحدي صديقاتها في منظر إباحي في أحد الموبايلات, فطلبت منها أن تبتعد عن مثل هذه الفتاة وقلت لها إن مثل هذه الصداقة تؤثر عليك وأنت معهن، وردت علي وقالت لي إنها ليست صغيرة في السن وأنا أحاول إقناعها عن الرجوع عن صداقاتها مع الفتيات السيئات فقالت إنهن زميلات منذ الدراسة الجامعية التي تصل إلى ست سنوات وهي تعرفهن أكثر مني على الرغم من سوء أخلاقهن فأنا أحبها بدرجة لا توصف، ولكنها تصر على رأيها في المواصلة مع صديقاتها، فبالله عليكم ردوا علي فأنا في حيرة من أمري؟ فلكم خالص الشكر.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت الفتاة ذات خلق ودين وعلاقتها بصديقاتها مجرد علاقة زمالة في الدراسة ونحوها، ولا تعني رضاها بما هن عليه من المنكرات -حسبما ذكرت- فلا حرج عليك في تزوجها بعد أن تستخير الله تعالى، ثم تتم عقد نكاحها إن تيسر لك ذلك ورأيت انشراح صدرك له بعد الاستخارة، ثم تسعى بعد ذلك جاهداً في فصلها عن تلك الصديقات، وحاورها بالحكمة واللين، وإذا استطعت نقلها إلى مكان آخر لا تجدهن به فذلك أولى، إذ لا يؤمَن تأثيرهن عليها، فالصاحب ساحب والقرين بالمقارن يقتدي، وكثرة المساس تميت الإحساس.

وأما إذا كانت غير ملتزمة وتصر على علاقتها واتصالها بتلك الفتيات التي ذكرت عنهن ما ذكرت فلا نرى أن تتزوجها، وننصحك بالبحث عن فتاة ذات خلق ودين تسرك إذا نظرت إليها، وتحفظك في نفسها ومالك إن غبت عنها، لما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه، وقوله: الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك. وانظر في ذلك الفتوى رقم: ١٤٢٢، والفتوى رقم: ٨٧٥٧، ولمعرفة حكم الحب في الإسلام وكيفية علاجه انظر الفتوى رقم: ٥٧٠٧، والفتوى رقم: ٩٣٦٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ ربيع الأول ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>