للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تلزم المرأة بيتها عند توقع المفسدة والتعرض للمضايقات]

[السُّؤَالُ]

ـ[زوجتي ملتزمة باللباس الشرعي الكامل -على رأي الشيخ الألباني- ستر كامل الجسم إلا الوجه والكفين بجلباب فضفاض لا يصف، ولا يشف، وفوقه عباءة رأس تزيد الجسم سترا، وهذا اللباس يكاد يكون ممنوعا في بلادنا وصاحباته يتعرضن للمضايقات، وللاستجواب أحيانا من قبل رجال الشرطة في الجامعات، وحتى في الطريق العام والأسواق.

مسألتي: أمي كبيرة في السن وهي في ضيافتي لمدة أيام، وكلما أرادت الذهاب للسوق تحب وتفرح جدا باصطحاب زوجتي معها لتؤنسها -طبعا بالضوابط الشرعية- ولكن المشكل أن أمي تكثر من الذهاب إلى السوق -تقريبا ٣ مرات في الأسبوع- سواء لقضاء حاجياتها الخاصة أو للبيت، وأنا في العادة الذي أقوم بذلك كله ولا أسمح لزوجتي بالذهاب إلى السوق أبدا أبدا؟

فما الحل: هل أسمح لزوجتي على كثرة هذه المرات، وبذلك أكون قد أدخلت السرور على قلب أمي، أم أمنع زوجتي اتقاء لشرور السوق المعروفة وللأسباب التي ذكرتها آنفا؟ أفيدوني أثابكم الله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل أن النساء مأمورات بلزوم البيت منهيات عن الخروج، إلا أن الفقهاء أجازوا الخروج للمرأة إذا توفرت الضوابط الشرعية، والتي منها: أمن الفتنة، وعدم الاختلاط مع الرجال على وجه محرم، وأمن الطريق من توقع المفسدة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: ٦٠٤٥٢.

فإذا توفرت هذه الضوابط فلا بأس عليك أن تأذن لزوجتك في الخروج إلى السوق إذا احتاجت لذلك، والأفضل لها أن تبقى في بيتها ما دمت تكفيها هذه المؤنة، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: ٢٥٨٣٥.

وفي مسألة السائل الكريم تنبيه على فقد شرط توقع المفسدة، حيث ذكر أن ما ترتديه زوجته من اللباس الشرعي يكاد يكون ممنوعا في بلده، وصاحبته تتعرض للمضايقات في الطريق العام والأسواق، وفي الوقت نفسه يظهر من السؤال أن أمه لم تأمر زوجته على وجه الإلزام بالخروج معها بحيث يخشى غضبها بعدمه، فإذا كان الأمر كذلك، فالأفضل عدم خروج زوجتك مع أمك، وإن استطعت أن تخرج أنت معها فهذا أفضل.

وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: ٧٦٣٠٣. ففيها ما ذكره أهل العلم من ضوابط وجوب طاعة الوالدين.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ جمادي الثانية ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>