للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حماية الأخ لأخته من محالطة الأجانب]

[السُّؤَالُ]

ـ[هذه القصة حادثة معي في واحد صديقنا يريد خطبة أختي لكن مازال في يوم أمضى ليلة معنا وفى الصباح ذهب آخى إلى عمله وأنا نائم سمعت حركة غير طبيعية فإذا به أجده في الفراش مع أختي لكن لم أشأ أن أوقفهم ثم بعدها قمت وهذبته وطردته فماذا حكم الإسلام فى هذا وماذا أفعل به هل أقتله

أرجو منكم الرد بسرعة، وشكرا لكم]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن حفظ المرء لمحارمه من الاعتداء والغيرة عليهن من آكد أمور حضانتهن ورعايتهن، والتساهل في مبيت الأجانب معهن أو خلوتهم به يعتبر من الدياثة المحرمة شرعا. وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التحريم: ٦} .

وفي الحديث: ثلاثة قد حرم الله تعالى عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث. رواه أحمد.

وبناء عليه، فإنه يتعين عليك وعلى أخيك حماية أختكما من مخالطة الأجانب ولو كان الواحد منهم عازما على خطبتها، لأن الخطيب أجنبي حتى يتم عقد الزواج، وأما حكم ما حصل، فإن دخول الرجل على الأخت ورضاها بالخلوة به ومشاركته وطاعته فيما يريد أمر محرم عليهما، فيحرم عليه هو الدخول عليها والخلوة بها، ويحرم عليها هي الرضى والمكث معه، فالواجب عليها أن تخرج منه وتستصرخ من ينقذها.

وأما حكمك أنت فإنه يلزمك الجد في إخراجه وإيقافه عن عمله، ولو استدعى الأمر مقاتلته وسحبه بقوة فإنه يجوز لك ذلك، وإن قتلت فأنت شهيد إن شاء الله، لما في الحديث: ومن قتل دون أهله فهو شهيد. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

وأما قتلك له بعد خروجه من البيت فإنه لا يجوز، ولكن عليك أن تمنعه من الدخول للمنزل مرة أخرى، وأن تحذره وتهدده إذا أصر.

وراجع للمزيد في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها: ٣٩٠٦، ٦٦٧٥، ٣٦٥٧١، ٩٠٤٤، ٣١٢٩٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ محرم ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>