للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التدخين.. تأذي الملائكة منه وموقفك ممن يقترفه]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل التدخين حرام؟ وهل الملائكة تتأذى منه كما يتأذى البشر؟ وماذا أصنع بضيفي في البيت إذا أراد أن يدخن؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن التدخين محرم بالكتاب والسنة لما يترتب عليه من الأضرار المهلكة والعواقب الوخيمة، وهو من الخبائث وليس من الطيبات التي أحلها الله في كتابه. قال تعالى: يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ [المائدة:٤] ، وقال تعالى: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [الأعراف:١٥٧] .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. أخرجه ابن ماجه وأحمد ومالك عن ابن عباس رضي الله عنهما.

١٨١٩.

وانظر الفتوى رقم:

وعما إذا كانت الملائكة تتأذى من التدخين فقد ورد أنها تتأذى بالروائح الكريهة، ولا شك أن التدخين من الروائح الكريهة. وانظر الفتوى رقم:

١٦٨٨٩.

وأما الذي عليك أن تصنعه بضيفك إذا أراد التدخين في البيت، فهو أن تبين له برفق حكم التدخين وأن فيه معصية الخالق، من باب النصيحة والنهي عن المنكر. أخرج الإمام مسلم وأبو داود والنسائي وأحمد من حديث تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.

وروى أبو سعيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. أخرجه الإمام مسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد.

فإذا لم ينته عن التدخين بالنهي باللسان وكنت لا تستطيع منعه منه أو تترتب عليه مفسدة أعظم سقط عنك الإثم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ جمادي الأولى ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>