للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الدين والخلق هما أساس الاختيار وعماده]

[السُّؤَالُ]

ـ[لقد سألت الله زوجا صالحا وعينت المواصفات التي أريد أن تكون فيه وصديقة لي اقترحت علي رجل تقول إنه ذو أخلاق ودين، لكن لما رأيته لم أجد فيه المواصفات التي دعوت الله فيها لا أعتبر أن دعائي لم يستجب، فهل أنتظر أن يرزقني الله بالزوج الذي دعوته إياه أم أقبل هذا الرجل خصوصا أن صديقتي دعت الله فأجابها بخطيب ذي أخلاق ودين وبكل المواصفات التي دعت الله أن تكون فيه، فأجيبوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الرجل ذا خلق ودين فلا ينبغي لك رفضه، لأن الدين والخلق هما أساس الاختيار وعماده، وعدم وجود أي مواصفات بعد تحققهما أمر سهل، وفي الحديث: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي، ولأن المرء لا يدري خيره من شره فينبغي أن يكل أمر الخيرة إلى العليم الخبير فيدعوه ويستخيره ثم يشرع فيما يريد، فإن كان خيراً وفقه الله إليه، وإن كان غير ذلك عصمه منه وصرفه عنه.

أما عدم توفر كل الصفات التي عينت في دعائك في الرجل فلا يعني ذلك عدم استجابة دعائك؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد يستجيب لك ويعطيك ما فيه خيرك ويمنع عنك ما فيه شرك، ولذا فقد كان الأولى أن تسأليه زوجاً صالحاً تقر به عينك وتسعد به نفسك في الدنيا والآخرة فحسب، دون تحديد صفات لا تدرين هل تنفعك أو تضرك.

وخلاصة ما نراه وننصحك به هو أن تستخيري الله عز وجل وتجيبين الخاطب إن كان ذا خلق ودين. ونسأل الله تعالى أن ييسر الله لك ما فيه خيرك وصلاح أمرك، فإنه لا يخيب من دعاه ولا يضيع من رجاه. وللفائدة انظرى الفتاوى ذات الأرقام التالية: ١٩٠٤٥، ٩٥٨١٨، ٩٤٦٥٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ ذو القعدة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>