للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الطرق المباحة للاستمتاع فيها غنية عن هذه الطرق المحرمة]

[السُّؤَالُ]

ـ[المنتديات المسماة بالنسائية الإسلامية!! (وهي مفتوحه للجميع أي بإمكان الرجال دخولها باسم نسائي وقراءة كل ما يدور فيها) فيها أقسام لا تدخل إليها إلا بعد الاشتراك بمبالغ مالية فيها استشاريات خليجيات يتقاضين الأموال بحجة تعليم النساء بمشاكل العلاقات الأسرية وسبل حلها وتعليم النساء بفنون المعاشرة الجنسية وطرق حديثة وجديدة لتجديد المعاشرة، وتبادل الحب في الفراش بين الزوجين، وتبادل الآراء بين جميع من في المنتدى بكل ما هو جريء، وعرض منتجات جنسية مثيرة للشهوات (كالسرير الجنسي صالح لجميع وضعيات الجماع التناسلي والفموي والكريمات المهيجة والحبوب المنشطة) ونقاش كم مرة يفضل الجماع وكيفية الحصول على اللذة وما إلى ذلك من أمور جريئة جداً ومثيرة جنسياً، وعرض صور للأزياء فاضحة، وعرض صور رمزية لكل عضو حسب طلبه، وفيها من صور النساء العاريات إلى حد ما....!! وفيها من التحدث عن الفنانين على سبيل المزاح وأيهم الأجمل وأيهم الأحلى كمزاح وتسلية، وفيها من تحدث كل عضوة في المنتدى عن تجربتها مع زوجها، وكيف قصر معها بالجماع وكيف تلذذت معه مرة باستخدامها طريقة كذا وكذا وما إلى ذلك من أمور أخجل عن ذكرها، وتداول ما يباح من الكلام وما يدور خلف أبواب الغرف الزوجية من جماع ومعاشرة والإدلاء بالآراء والنصائح التي من الممكن أن تخالف الشرع الحنيف (مع العلم بأن هؤلاء الاستشاريات يطفن بدول الخليج ويستأجرن أفخم القاعات في أفخم الفنادق، ويلقين محاضرات لتعليم النساء بكل ما يباح من أمور الزوجين ومشاكلها وسبل حلها، ويعلمونهن أيضاً كيفية الاستمتاع بشتى فنون المعاشرة الجنسية، وبطرق جريئة جداً جداً، ومثيرة جنسياً مع البوح بكل أماكن الاستثارة لدى الزوجين في المناطق الجنسية وبمسمياتها، ونصحهن بعمل ما تعمله الفنانات والمطربات الشهيرات لكي لا ينظر الأزواج للخارج إذا توفرت لهم تلك المناظر في زوجاتهن لتعليم فنون الجماع بطرق جنسية مثيرة، وفيها أقسام عدة، وجميع الأسماء المستعارة فيها لنساء، وفيها أقسام للمشاكل الزوجية، وفيها أقسام للزوجة والزوج، وفيها أقسام للمنتجات الجنسية (منتجات مثيره جنسياً للزوج والزوجة) وفيها أقسام للفرفشة والمزاح الذي تتطاول الزوجات على أزواجهن بالألقاب، ووضع التعليقات الساخرة على أزواجهن، وكلما حصلت مشكلة بين زوج وزوجته تجد الزوجة تسخر من زوجها على سبيل المزاح وتلقبه (بالدب القطبي -كنايه عن بروده الجنسي وما إلى ذلك) وفيها أقسام للمتزوجات وأخرى للفتيات، وفيها الكثير والكثير من النساء اللاتي يعانين من مشاكل زوجية عاطفية ومالية وأسرية وتربوية و (جنسية) وكل امرأة تدلي بدلوها. والغريب أن كل النساء يطعن ويحببن تلك الإستشاريات، ويدفعن من أموالهن وأموال أزواجهن الكثير لأجل معرفة كيف تشبع زوجها خوفا من ترك الزوج لها!! نريد رأي الشرع في كل ما سبق لأن أكثر هؤلاء النساء هن ممن يقلن عن أنفسهن متدينات لأن هذه المنتديات نسائية، وما يعرض فيها هو لحياة زوجية سعيدة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن تعلم الأمور التي تخص الفراش وعلاقة الرجل بزوجته لا حرج فيه، إذا تم بطريق مشروع، وكان من خلال كلام أهل العلم والدين، الذين يتقون الله فيما ينطقونه بألسنتهم ويسطرونه في كتبهم، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: ١٣٧٢٦.

أما ما تذكر من حال هذه المنتديات بهذه الصورة، فهذه مما لا ينبغي الخلاف في منعها وحرمتها، وعليه فلا يجوز الدخول إليها ولا الاشتراك فيها، لا من الرجال ولا من النساء على حد سواء، وذلك لما تشتمل عليه من مخالفات شرعية واضحة، منها عرض الصور الخليعة، وصور العورات لمشاهدتها، وهذا حرام لا يختلف في حرمته، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: ٣٦٠٥، والفتوى رقم: ٣٠٤٥٤، والفتوى رقم: ١٢٥٦.

ومنها ما ذكرت من شأن سخرية النساء من أزواجهن ووصفهم بما لا يليق، وهذا حرام لو وقع في حق عموم المسلمين، فكيف وقد وقع في حق الزوج الذي له على المرأة من الحقوق ما ليس لغيره، بل إن أعظم الحقوق على المرأة بعد حق الله هو حق زوجها، قال زيد بن ثابت رضي الله عنه: الزوج سيد في كتاب الله وقرأ قوله تعالى: وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ.

ومنها ما يتضمنه من إفشاء أسرار الفراش، وهو حرام كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: ٥٨٥٤٥.

ومنها ما يقوم به أصحاب هذه المنتديات من دعوة النساء إلى التأسي بأصحاب الفجور والمعاصي من المطربات والفنانات، وتقليدهن ومعلوم أن هؤلاء لا يتقين الله ولا يحفظن له حداً ولا حرمة، فإذا حصل الاقتداء بهن فسدت الدين وذهبت الأخلاق وعم الشر والبلاء، وقد سبق بيان حكم التشبه بالفساق والفجار وذلك في الفتوى رقم: ٥٦٧٥٧.

ودعوى أنهم بذلك يعلمون الناس لتفادي المشكلات الأسرية الناشئة عن الجهل بهذه الأمور دعوى متهافتة، لأن هذه الأمور يعلمها الناس بفطرهم ولا يحتاجون لمن يعلمهم إياها، بل إن الحيوانات تعلم هذا وتمارسه دون تعليم، ولو افترضنا وجود حاجة لذلك، ففي الطرق المباحة المشروعة غنية عن مثل هذه الطرق المحرمة الممنوعة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ ربيع الثاني ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>