للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[عصمة الأنبياء ... رؤية شرعية]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم

هل الانبياء عليهم السلام معصومون من الأخطاء ... أرجو أن تقيدونا بدليل من القرآن الكريم والسنة

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون من كبائر الذنوب، ومعصومون في التبليغ عن الله تبارك وتعالى، فلا يكتمون شيئاً مما أوحاه الله إليهم، ولا يزيدون عليه من عند أنفسهم، وأما صغائر الذنوب فربما تقع منهم أو من بعضهم، ولهذا ذهب أكثر أهل العلم إلى أنهم غير معصومين منها، وإذا وقعت منهم فإنهم لا يقرون عليها بل ينبههم الله تبارك وتعالى عليها فيبادرون بالتوبة منها، ولا يستقرون عليها.

هذا في الأمور الدينية، وأما في الأمور الدنيوية، فيجوز عليهم الخطأ فيها مع تمام عقلهم، وسداد رأيهم، وقوة بصيرتهم.

فقد روى مسلم في صحيحه عن رافع بن خديج قَالَ: قَدِمَ نَبِيّ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ. وَهُمْ يَأْبُرُونَ النّخْلَ. يَقُولُونَ يُلَقّحُونَ النّخْلَ. فَقَالَ: "مَا تَصْنَعُونَ؟ " قَالُوا: كُنّا نَصْنَعُهُ. قَالَ: "لَعَلّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْراً" فَتَرَكُوهُ. فَنَفَضَتْ أَوْ فَنَقَصَتْ. قَالَ: فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: "إِنّمَا أَنَا بَشَرٌ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ. وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيٍ، فَإِنّمَا أَنَا بَشَرٌ"

ويشبه ذلك ما وقع يوم بدر مع الحباب بن المنذر، وما وقع يوم الأحزاب مع السعدين بشأن مداراة غطفان من ثمار المدينة.

ولمزيد من التفصيل والفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم ٦٩٠١

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ شوال ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>