للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حلف أنه طلق زوجته ولم يكن طلقها فهل يقع]

[السُّؤَالُ]

ـ[حدثت مشكلة بيني وبين زوجتي، وبعد ذلك صممت على أنها تذهب عند أهلي، وبالفعل ذهبت وجلست حوالي عشرة أيام، وكان أهلي وأهلها عندما يتكلمون معي في أن أرجعها إلى البيت كنت أرفض وحتى لا يلح علي أحد بإرجاعها قلت أنا خلاص طلقتها، وكنت أحلف بذلك مع العلم أن ذلك لم يحدث، ولكن بعد ذلك حتى يكون حلفى صحيحا قمت بتطليقها بيني وبين نفسي، وبعد فترة رجعت البيت، وكأن شيئا لم يحدث.

ما حكم الدين في ذلك؟ وهل وقع الطلاق بالفعل أم لم يقع؟ مع العلم عندما عادت سألتني عن ما حدث قلت لها لا، وبعد ذلك رددتها بيني وبين نفسي. أرجو الإفادة والاهتمام من فضلكم لأني بجد متضايق ولا أعرف ما الحل؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كنت لم تطلق زوجتك حقيقة، وإنما أخبرت عن وقوعه كذبا، وحلفت على ذلك؛ فعند الشافعية والحنفية لا يقع ديانة ـ بمعنى أنها تبقى زوجتك فيما بينك وبين الله تعالى ويقع الطلاق قضاء أي إذا رفعتك للقاضي. وقال الحنابلة يقع قضاء وديانة والقول الأول هو الراجح كما تقدم فى الفتوى رقم: ٢٣٠١٤.

وبخصوص ما صدر عنك من طلاق ورجعة بينك وبين نفسك إذا كنت تقصد به حديث نفس فهو كالعدم. وراجع في ذلك الفتوى رقم: ٢٠٨٢٢.

وإن كنت تقصد أنك تلفظت بالطلاق فهو واقع، وعلى هذا الاحتمال بوقوع الطلاق فلك مراجعة زوجتك قبل انقضاء عدتها إذا لم تطلقها ثلاثا، وما تحصل به الرجعة قد سبق بيانه في الفتوى رقم: ٣٠٧١٩.

مع التنبيه على أنك قد ارتكبت معصية شنيعة بالحلف على حصول الطلاق كاذبا فعليك المبادرة بالتوبة والإكثار من الاستغفار، وهذه اليمين تسمى يمينا غموسا لأنها تغمس صاحبها في الإثم. ولا كفارة فيها عند جمهور أهل العلم، كما تقدم تفصيله في الفتوى رقم: ١١٠٧٧٣.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٣ جمادي الثانية ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>