للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الإسلام دين جميع الأنبياء وعمره عمر البشرية]

[السُّؤَالُ]

ـ[أثناء حواري مع أجنبي على الشات.. قال لي إن الإسلام عمره أقل من المسيحية حيث إن الإسلام لم يتجاوز ١٥٠٠ عاما أما المسيحية فقد وصلت إلى ٢٠٠٥ فماذا يكون الرد على ذلك الكلام؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن دين الإسلام هو دين الأنبياء جميعا ابتداء من آدم عليه الصلاة والسلام وانتهاء بمحمد صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا {الشورى: ١٢}

وقال تعالى: وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ {البقرة: ١٣٢} وقال تعالى: أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {البقرة: ١٣٣} فالإسلام هو دين الله تعالى الذي ارتضاه لعباده، وهو الذي توالت رسل الله تعالى للدعوة إليه، كما قال تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ {آل عمران: ١٨} وقال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {آل عمران: ٨٥} والإسلام بهذا المعنى هو دين موسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبلهم، لأن معناه الاستسلام والانقياد لله تعالى وإفراده وحده بالعبادة.

وكون محمد صلى الله عليه وسلم بعثه خاتما للأنبياء، فذلك لحكمة واضحة وهي أن شريعته نسخت كثيرا من الأحكام الشرعية التي جاءت بها

وأما أساس الدين الذي هو الانقياد والاستسلام لله تعالى وإفراده بالعبادة فهذا محل اتفاق بين جميع الرسالات كما قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥)

وبهذا تعلم أن دين الإسلام قديم وعمره عمر البشرية من بدايتها، ولكن الرسالات ختمت ب محم د صلى الله عليه وسلم ونرجو الاطلاع على الفتوى رقم: ٦١٢٨٨.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ جمادي الثانية ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>