للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المحظورات المترتبة على عملية شطف الدهون من المؤخرة]

[السُّؤَالُ]

ـ[١بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاةعلى نبيه الامين، ولاعدوان الا على الظالمين.

ثم أما بعد:

سدد الله خطاكم،وجعلكم للعلم جنودا أوفياء أمناء، ...

ما حكم شطف الدهون-إزالتها- من المؤخره، لكل

من الرجل والمرأة، وهل هذه الطريقه من العلاج

تندرج تحت الآية { ... فليغيرن خلق الله}

أفيدونا بعلم أثابكم الله ...

والسلام عليكم ورحمة الله ... ]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن عملية شطف الدهون بالجراحة من مؤخرة الرجل والمرأة لا تشتمل على دوافع ضرورية، ولا حاجية، وإنما هي عملية تحسينية، وتعد تغييراً لخلق الله تعالى، وعبثاً بها حسب أهواء الناس وشهواتهم، فهي غير جائزة لما يلي: ١- لقوله تعالى حكاية عن إبليس -لعنه الله- (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً) [النساء:١١٩] ووجه الدلالة أن هذه الآية واردة في سياق الذم وبيان المحرمات التي يسول الشيطان فعلها للعصاة من بني آدم، ومنها تغيير خلق الله. وهذه الجراحة التحسينية تشتمل على تغير خلقة الله، والعبث فيها حسب الأهواء والرغبات، فهي داخلة في جنس المحرمات التي يسول الشيطان فعلها للعصاة من بني آدم. ٢- لا تجوز هذه الجراحة، كما لا يجوز الوشم، والوشر، والنمص، بجامع تغيير الخلقة في كلٍ طلباً للحسن والجمال.

٣- أن هذه الجراحة لا يتم فعلها إلا بارتكاب بعض المحظورات ومنها التخدير، إذ لا يمكن شطف هذه الدهون إلا بعد تخدير المريض، والتخدير يحرم استعماله؛ إلا عند الضرورة أو الحاجة، وهنا لا ضرورة ولا حاجة له.

ومن تلك المحظورات أيضاً:

قيام الرجل بمهمة الجراحة للنساء الأجنبيات والعكس، وحينئذ ترتكب محظورات عديدة كاللمس، والنظر للعورة، والخلوة بالأجنبية والتي قد تكون في حالة تخدير، وإذا قام بفعلها الرجال لأمثالهم، والنساء لأمثالهن فإنه يحصل كشف العورة المحرم شرعاً. وراجع -إن شئت- كتاب أحكام الجراحة الطبية والآثار المترتبة عليها ص (١٩١-١٩٨) للدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ رمضان ١٤٢٢

<<  <  ج: ص:  >  >>