للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[يمنع الصبي برفق من المرور بين يدي المصلي]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد أن أسأل عن الأطفال الذين يجهلون معنى الصلاة لصغر سنهم عندما أقف للصلاة يأتي ابني الصغير ويقف أمامي مباشرة حتى أني لا أستطيع السجود إلا إذا تنحيت عنه، فهل أمنعه من دخول الغرفة التي أصلي بها أم أسمح له حتى ينظر إلي ويتعلم الصلاة وينشأ عليها؟ وبارك الله فيكم على هذه الجهود.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا من قبلُ أن مرور الصبي أو وقوفه بين يدي المصلي لا يقطع الصلاة ولا يبطلها، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: ٢٧١٣٤.

وينبغي منع الصبي من المرور بين يدي المصلي ودفعه، لأنه قد يشوش عليه فيذهب خشوعه، ويشترط لذلك المنع أن لا يترتب عليه فعل كثير لئلا تبطل الصلاة، قال النووي: إن الفعل الذي ليس من جنس الصلاة إن كان كثيراً أبطلها بلا خلاف، وإن كان قليلاً لم يبطلها بلا خلاف. وقال أيضاً وهو يذكر ضابط الفعل الكثير الذي تبطل به الصلاة: وأما ما عده الناس كثيراً كخطوات كثيرة متوالية، وفعلات متتابعة فتبطل الصلاة، قال أصحابنا: على هذا؛ الفعلة الواحدة كالخطوة والضربة قليل بلا خلاف، والثلاث كثير بلا خلاف ... إلى أن قال: ثم اتفق الأصحاب على أن الكثير إنما يبطل إذا توالى. انتهى.

وبناء على ما ذكر، فلا نرى عليك حرجاً في السماح لابنك بدخول الغرفة التي تصلي بها، طالماً أن تنحيته من أمامك لا تتطلب فعلاً كثيراً، وإلا كان منعه من دخول الغرفة هو الصواب.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٣ ذو الحجة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>