للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لايقوم بواجب العبودية، ولا يرتكب المحرمات والكبائر]

[السُّؤَالُ]

ـ[شكراً لكم مقدما على إتاحة هذه البوابة للرد على أسئلة المسلمين في جميع أنحاء العالم، سؤالي هو: إذا لم يقم الإنسان بالعبادات التي فرضها الله عليه من صلاة وزكاة وصيام، وفي نفس الوقت فهو لا يسرق ولا يزني ولا يقتل ولا يكذب ولا يفعل ما حرم الله، فما مصير هذا الإنسان، هل يدخل النار والعياذ بالله؟ كيف فهو لم يفعل ما يغضب الله، أم يدخل الجنة؟ كيف فهو لم يؤد حقوق الله، أم هل هناك شيء آخر لا نعرفه يستحقه هذا الإنسان؟ أرجو إفادتي وأستغفر الله العظيم إذا كان سؤالي هذا لا يليق بمسلم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد خلقنا الله لعبادته سبحانه، فقال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات:٥٦} ، ولا يحقق العبد عبوديته لله جل وعلا إلا بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.

فكل من نطق بالشهادتين فقد رضي بالإسلام ديناً، ويلزمه الانقياد لشرائعه، وذلك لأن الإيمان عند أهل السنة والجماعة حقيقة مركبة من جزأين هما: القول والعمل، ولا يغني أحدهما عن الآخر.

فإذا ترك شخص العمل بمقتضى الشهادتين فإنه يحكم بردته، لأن الله تعالى نفى الإيمان عمن لم ينقد لحكمه ولم يستسلم لشرعه، قال تعالى: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا {النساء:٦٥} ، وانظر شروط الانتفاع بكلمة (لا إله إلا الله) وأن من أعظمها الانقياد في الفتوى رقم: ٥٠٩٨، وكذلك انظر أدلة كون ترك جنس العمل مخرج من الملة في الفتوى رقم: ١٧٨٣٦.

وعلى ذلك، فليعلم أن الله تعالى يغضب إذا لم يستسلم له عباده بأداء ما افترضه عليهم، كما يغضب سبحانه إذا انتهكوا محارمه وفعلوا ما حرمه عليهم وحذرهم منه، ولمزيد من التفاصيل حول الموضوع راجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: ٢٠٦٣٨، ١٧٥٤٣، ٧٢٣، ١٩٣٠٤، ١٥٠٣٧، ١٢١٧٨.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ ربيع الثاني ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>