للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل يشترط في توبة العصاة أن يعلنوها أمام من رأى أفعالهم]

[السُّؤَالُ]

ـ[تذكرت حادثة حصلت معي قبل ٤ أو ٥ سنوات تقريبا فأصابني الحزن والهم لذلك، عندما كنت بالمعهد الثانوي أرادت زميلة لنا أن تقص نكتة خبيثة أشارت إلى مضمونها قبل أن تقصها فرفضت أنا حيث أن فيها استهزاء بسيد الخلق نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه، ولكنها قصتها حينها على زميل خبيث. تنحيت أنا قليلا ثم رجعت فوجدته مازال يضحك فضحكت لضحكه وقلت له كلاما كأني أقره به على ما هو عليه من الضحك. لما أتذكر هذه الحادثة أشعر بالاشمئزاز من نفسي ومن هذين الخبيثين، سؤالي كيف تكون التوبة؟ هل يشترط أن أعلنها أمام من كان حاضراً علما بأني لا أستحضر كل من كان معنا، علما بأني منذ ذلك الزمان والحمد لله أحاول أن أكون أحسن مما أنا عليه، وبصفة عامة من يقول أو يعمل شيئا مكفرا هل يشترط أن تكون توبته أمام كل من رآه أو سمعه عند فعله أو قوله، وإن كان الأمر كذلك هل يسعى إلى الاتصال بهم وماذا يقول؟ جزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المسلم لا يرضى بأن ينتقص النبي صلى الله عليه وسلم بحضرته، فيجب عليه حسب استطاعته أن ينكر على من ينكت على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن عجز عن ذلك لم يجز له أن يبقى جالساً مع المستهزئين، فأحرى أن يضحك معهم، بل يجب اعتزالهم والإنكار عليهم ولو بالقلب عند العجز عن الإنكار بغيره، وهذا هو أضعف الإيمان.

وأما كيفية التوبة فتكون بالندم على ما سبق للحديث: الندم توبة. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط. وبالاستغفار من ذلك الذنب؛ لقوله تعالى: وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَّحِيمًا {النساء:١١٠} ، وبالبعد عن مجالسة مثل هؤلاء، وبالتعهد بإنكار المنكر كلما رأيته، ولا يشترط أن تعلن توبتك أمام من كان حاضراً، ولا يشترط في توبة العصاة أن يعلنوها أمام من رأى أفعالهم. وراجع للبسط في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٦٠٨٤٣، ٤٨٧٩٠، ١٠٤٨، ٦٠٦٩، ١٨٤٥، ٦٨٣٢٨.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٥ ذو القعدة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>