للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم إرسال المصحف بالبريد إلى دولة أوروبية]

[السُّؤَالُ]

ـ[أخي مقيم في دولة أوربية طلب منا أن نبعث له مصحفا نسخة كبيرة أو أكثر من نسخة ولأن الوزن كبير وهو طلب منا أربع نسخ لم يقبل أحد من المسافرين الذين يسافرون أن يحملها ويوصلها له ولاستعجال أخي وحاجته إليها اضطررنا أن نبعث الكتب بواسطة البريد ونحن نخاف أن لا يكون هناك عناية بهذه الكتب أثناء إيصالها والنقل لكننا وضعناها بشكل محكم وكتبنا على الغلاف (يوجد في داخلها قرائنيين) فهل علينا ذنب؟ أرجو الإفادة، وجزاكم الله خير الجزاء؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما كان ينبغي لكم أن ترسلوا المصحف في البريد وخاصة إلى دول الكفار حيث يتوقع أن الذين يمسونه ويحملونه.. هم كفار، فقد نص أهل العلم على أنه لا يجوز للمسلم تمكين الكفار من مس المصحف أو تعريضه لذلك كما سبق بيانه في الفتويين: ٣٤٤٥٧، ٢٣٤٣٦.

وكونه في غلاف محكم الغلق لا يبيح للكافر مسه وحتى المسلم المحدث إلا إذا كان في متاع (شنطة مثلا) وحملت الشنطة وهو بداخلها كما قال العلامة خليل المالكي في المختصر مع شرحه: إلا أن يحمله بأمتعة قصدت فيجوز، وإن حملت على كافر لأن المقصود ما فيه من الأمتعة.

وأما الآن وقد فات الأوان فإن عليكم أن تبادروا بالتوبة إلى الله تعالى والاستغفار، وعمل ما استطعتم من أعمال الخير والنوافل.

نسأل الله تعالى أن يعفو عنا وعنكم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ محرم ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>