للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[عامل جميع أطراف أسرتك بالحسنى والمعروف]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا متزوج منذ عام ـ تقريبا ـ وقد رزقني الله بطفل ـ والحمد لله ـ ومشكلتي هي: أن زواج أختي في الشهر المقبل ـ بإذن الله ـ وقد قامت والدتي بالاتصال بزوجتي لحضور تجهيز شقة أختي، مع العلم أنه من بداية تجهيز شقة أختي ووالدتي وأختي لم تطلبا من زوجتي الحضور، واتصلت أختي على زوجتي وأخذت في الصراخ وعتابها على عدم حضورها وأخذت بالبكاء في حين أن زوجتي لم تقل غير أنها عرضت من قبل أن تأتي للمساعدة وتمت معاملتها معاملة الأغراب، فما كان من والدتي ـ عندما سمعت أختي تبكي ـ غير أنها أخذت سماعة التليفون وقالت لزوجتي شكرا وأغلقت التليفون في وجها، فكان رد زوجتي أنها قامت بالذهاب لبيت والدتي بعد أقل من ساعة وسألتها: لماذا تغلقين التليفون في وجهي وأنا لم أفعل شيئا لابنتك؟ فأخذت والدتي وأختي تصرخان عليها وتجرحان كرامتها، فما كان من زوجتي إلا أن غادرت بيت أهلي واتصلت بي واشتكت لي وحلفتني على أن لا أتدخل حتى لا أخسر أمي وأختي وأنه يكفيها أن أعرف أنا الحقيقة فقط، وأنا الآن في حيرة لأنني خلال أسبوع سوف أسافر إلى بلدي ولا أعرف كيف أتصرف مع أمي وأختي وزوجتي؟ ولا كيف أتصرف؟ في حين أنني أعلم ظلم أمي لزوجتي، وكيف أعامل زوجتي وأجعلها تحس بالأمان؟ فأنا في حيرة من أمري.

أرجو الرد سريعا، وهل أقاطع أمي وأختي؟ أو ماذا أفعل؟.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهوِّن عليك الأمر ـ أيها السائل ـ فمثل هذه الخلافات والهنات لا تكاد تخلو منها أسرة من الأسر, ولا نرى فيما ذكرت كبير إشكال، بل الأمر كله ينحصر في مجرد اختلاف بسيط بين أمك وأختك وزوجك، فالأولى بك أن تعرض عن هذا كله وأن تأمر زوجتك أيضا بالإعراض عن هذا ونسيانه بعد أن تهون الأمر عليها وتطيِّب خاطرها ثم إذا يسر الله لك الرجوع إلى أهلك فعامل جميع الأطراف بالحسنى والمعروف وكأن شيئا لم يحدث.

مع التنبيه على أن حق أمك عليك عظيم، بل هو أعظم الحقوق عليك ـ بعد حق الله سبحانه وتعالى ـ ولا يجوز لك أن تقاطعها ولا أن تهجرها ـ حتى وإن ظلمتك وآذتك ـ فكيف وهي لم يكن منها إلا مجرد خلاف بسيط مع زوجتك؟ فاتق الله سبحانه واعرف لأمك حقها وقدرها, فإنها وصية الله ورسوله، قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا {الأحقاف: ١٥} .

وفي الصحيحين أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. متفق عليه.

وراجع الفتوى رقم: ٧٢٢٠٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ ذو القعدة ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>