للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سبل الوقاية من فتنة النساء]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب أدرس في المرحلة الجامعية ومن وسط عائلي فقير ومشكلتي هي شابة من الأقارب تزورنا في البيت عندما تدخل للبيت تخلع حجابها وتخلع جلبابها وتتجول في البيت وكأنه بيتها ثم هي كثيرة التغنج والتَّكسر وترقق وخاصة عندما تخاطبني أو توجه إليّ الكلام، ومع هذا فإني أبدي لها الجفاء ولكن تصرفها يؤثر عليّ حين أكون خاليا ويدفعني إلى الاستمناء حينما تتأجج نيران الشهوة في داخلي، وإني أخاف إن لم أصرف هذه الشهوة بالاستمناء أن أزني بهذه الفتاة والعياذ بالله، فما هو العمل يا شيخ، مع العلم بأنني فكرت بهجرة البيت إلى مكان آخر آمن فيه على نفسي الفتنة إلا أن ظروفي المادية لا تسمح بحكم أنني لازلت طالبا في الجامعة، ويعلم الله أنني حين أستمني أشعر بالذنب والآسى والإحباط وكم أود أن أستعف عن هذه الرذيلة إلا أنني كلما أردت الإقلاع زارتنا هذه الفتاة فتحبط محاولاتي، فأرجو أن تفتونا مأجورين؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يقيك الفتن ما ظهر منها وما بطن، وليس من شك في أن فتنة النساء هي أشد الفتن، ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.

فعليك أن تحافظ على غض بصرك، وأن تستشعر دائماً عظمة الله، وأنه مطلع على نياتك وجميع تصرفاتك، وإذا حافظت على ذلك فلن تضطر -إن شاء الله تعالى- إلى العادة السرية، والله تعالى يقول: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:٣٠} ، واعلم أن العادة السرية محرمة، ولا يسوغ لك فعلها، كما بينا ذلك في فتاوى كثيرة ويمكنك أن تراجع منها الفتوى رقم: ٧١٧٠.

ومن وصل به الأمر إلى حال تجعله إما أن يزني وإما أن يفعل العادة السرية، فليرتكب حينئذ أخف الضررين، مع علمه بأنه آثم على كل حال، ولكن بعض الشر أهون من بعض.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ محرم ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>