للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل..)]

[السُّؤَالُ]

ـ[ماذا يكون الرد على من ادعى في آية {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ} إلى آخر الآية، أي كان الرسول في شك مما أُنزل إليه؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عنده شك فيما أنزل إليه كما ذكر شيخ الإسلام في الجواب الصحيح، ويدل لهذا ما روى الطبري وعبد الرزاق عن قتادة أنه قال في قوله تعالى: فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ. قال: بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا أشك ولا أسأل.

وهذا الحديث مرسل، وقد ضعفه بعض العلماء إلا أن معناه صحيح، وقد نسب ابن كثير مثل قول قتادة لابن عباس وابن جبير والحسن البصري، ويشهد للحديث ما روى الضياء في المختارة عن ابن عباس أنه قال فيها: لم يشك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسأل.

والآية الخطاب فيها للنبي صلى الله عليه وسلم على جهة الفرض، أي إن كنت في شك فرضاً فاسأل، وقيل إن المقصود غيره وإن كان الخطاب قد وجه له، وقيل الشك هنا ضيق الصدر، أي إن ضاق صدرك بكفر هؤلاء فاصبر واسأل من قبلك يخبروك بصبر من قبلك من الأنبياء.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ ربيع الثاني ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>