للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تنالين أجر طاعة الزوج إضافة إلى أجر ألم الفراق]

[السُّؤَالُ]

ـ[بداية بارك الله فيكم على جهودكم الكبيرة وجعلها في ميزان حسناتكم.

سؤالي هو: أنني متزوجة ومغتربة عن بلدي وأهلي منذ سنوات وغربتي عن أهلي ووطني في اشتياق مستمر في وجداني ولدرجة أنها تسبب لي آلاما وجدانية وحرقة شوق دائمة وإحساسا بالغربة الدائمة رغم أنني حصلت على جواز البلد التي أعيش بها. وطلبي منكم بأن تقدموا لي النصيحة والدعاء وهل هناك دعاء معين يعينني على الصبر على غربتي ووحشتي عن أهلي ووطني وهل لي الأجر العظيم إن صبرت على غربتي؟ وما هو الجزاء المقدم من الله عز وجل لمغترب البلاد والأهل؟ وهل أأثم على ذلك؟ لكي أستطيع أن أعيش حياة هادئة بمشاعر هادئة مع زوجي،، أتمنى منكم الإجابة الوافرة وعدم تحويلي لفتوى أخرى مع صالح دعائكم لي؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يصلح أمرك ويجمع شملك، ونفيدك أنا لا نعلم دليلا خاصا في فضل الاغتراب عن الأهل والوطن، ولا دعاء خاصا في الصبر على الغربة والوحشة عن الأهل، إلا أن سفرك مع زوجك وطاعتك له في السكن معه فيه أجر طاعة الزوج إضافة إلى أجر الصبر على المقدور، وقد قدمنا فضل طاعة الزوج وفضل الصبر في عدة فتاوى فراجعي منها الفتاوى التالية أرقامها: ١٨٨١٤، ٥٤٩١٣، ٦٤٨٤٤، ٦٩٥٩١، ٣١٨٨٧.

وننصحك بالاستعانة بالله ودعائه في الصلاة ووقت السحر وعند الإفطار، فقد قال الله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ {البقرة: ٤٥} ثم إنه ليس عليك إثم في بعدك عن أهلك ما دمت مسافرة مع زوجك ولم تقصدي قطع رحمك، وصِلي رحمك بقدر استطاعتك، واحرصي على الاستقامة على دينك والدعوة إليه بلسانك وبسمتك وأخلاقك، فإن لم تتمكني من القيام بدينك فيتعين عليك الهجرة من بلد إقامتك لبلد تستقيمين فيه على دينك إن وجدتِه وأمكنك المقام به.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ رمضان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>