للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم الاشتراك في قوافل طبية يختلط فيها الرجال بالنساء]

[السُّؤَالُ]

ـ[عندنا في الكلية تخرج قوافل طبية كل سنة، فنذهب إلى قرية فقيرة ونقيم بها أسبوعا كاملا لإجراء الفحوصات الطبية وتقديم العلاج والتحاليل الطبية والتوعية الصحية لأهل القرية، وهو عمل جميل جدا وكنت أحبه جدا وكنت أشعر بمردود ما نقوم به أمامي، ولكن كان يعيب هذا المشروع أن معسكر الإقامة مختلط ـ شباب وبنات ـ ومحل السكن منفصل، ولكن أرض المعسكر مشتركة، فكان يحدث بها بعض التجاوزات بين الجنسين مثل الضحك واللعب والكلام الذي لا علاقة له بالعمل والتعارف ومعظم التجاوزات كانت في شكل ـ شلل ـ وتجمعات من الشباب والبنات يلعبون ساعات اللعب ـ وليس بها مس اليدين أو شيء من هذا ـ واللعب وغيره والقليل منها في شكل اثنين يأخذون جانبا بمفردهم، فاستنكرت هذه الأشياء وحاولت أن أغيرها ولو بقلبي.

فسؤالي: هل أذهب إلى هذه القوافل مع اعتزالي ما أشعر أنه خطأ أم لا أذهب على الإطلاق وأبتعد؟ هذا مع العلم أن انضمامي إليها يفيد كثيرا من الفقراء.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الاختلاط بين الفتيان والفتيات نذير أمر خطير وشر مستطير، لا يخفى على أحد من الناس، وآثاره السيئة على الأفراد والأسر والمجتمعات واضحة للعيان، وهي أشهر من أن تذكر، وأكثر من أن تحصر في هذه الفتوى، وقد سبق لنا ذكر جملة من هذه المفاسد وبعض أدلة تحريم الاختلاط، فراجع الفتوى رقم: ٣٥٣٩.

وقد أحسنت بما قمت به من إنكار حسب استطاعتك، وهذا واجب من رأى منكرا، روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.

والذي ننصحك به أن تجتنب هذه القوافل ما دامت مشتملة على هذا الاختلاط، فحفظ الدين أحد الضرورات الكلية الخمس، بل هو أولها، والسلامة لا يعدلها شيء، كما قال أهل العلم، ولعلك إذا بحثت وجدت قوافل أخرى يقوم بها الصالحون لمساعدة الفقراء فيتحقق لك فيها ما تصبو إليه من الإعانة على الخير مع السلامة من التعرض للوقوع في الفتن.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٢ رمضان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>