للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا يحسن بك أن تفارق زوجتك بعد إصلاح خطئها]

[السُّؤَالُ]

ـ[تزوجت ابنة عمي وهو متوفى وأنا فقير ولا يوجد لدي دخل شهري ولا منزل ولا حاجة من حوائج الدنيا ووليها يعرف ذلك من قبل، وزوجتي كانت تسكن عند أهلها لمدة ثلاث سنوات وطلبت مني أن تسكن معي عند أهلي وطلبنا ذالك من أخيها فوافق ثم ذهبت معي إلى أهلي، وبعدها جلبت لي المشاكل بيني وبين أمي وأبي، فأخذتها وأرجعتها إلى أهلها وأخبرتهم بما فعلت، فقال وليها: أختي لا تفعل ذالك وسألها فقالت: إنني أكذب، وعندما رأيت ذاك النكران منها طلقتها طلقة واحدة، وبعد ثلاثة اتصلت بي وقالت سوف أعترف بأخطائي وأستمح أمك وأباك على ما فعلت، فحضرت ووقفت أمام أهلها واعترفت بأخطائها، ولكن وليها وأمه يتهمونني بأني سحرتها، علما أن لي منها ولد وهي الآن حامل، ومع العلم أن وليها يطلب نفقتها ونفقة الولد وقد أعطيته الميسور الذي يسره الله، ولكنه رفض أن يأخذه وقال لابد أن تأتي بنفقة كاملة، فقلت له هذا الأمر بيني وبين زوجتي، فقال ليس تدخل في النفقة فذهبت عنه، فما حكم ما قاله ذلك الولي؟ وهل للزوجة نفقة بعد أن اعترفت بأخطائها؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما نفقة الولد فإنها واجبة عليك بكل حال ـ سواء كانت زوجتك مطيعة أو ناشزاـ بل ولو لم تكن في عصمتك أصلا، وقد بينا هذا في الفتويين رقم: ٢٥٣٣٩، ورقم ١٠٦٥٧٢.

وأما نفقة زوجتك فترة العدة، فإنها واجبة عليك بكل حال، خصوصا مع حملها، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: ٢٠٢٧٠، ولكن إذا تنازلت الزوجة عن النفقة أو عن جزء منها فلا يجوز لوليها أن يطالب بها

وفي النهاية ننصحك بإمساك زوجتك وإرجاعها إلى بيتك رعاية لما بينكما من الرحم وتقديرا لما تحملته معك من شظف العيش وضيق ذات اليد وتنازلها عن حقها في المسكن المستقل، ثم إن مثل هذه المشكلات بين الزوجة وأهل زوجها مما عمت به البلوى، خصوصا مع الاجتماع في بيت واحد، وزوجتك بعد أن أخطأت عادت واعترفت بخطئها، فلا يحسن بك بعد ذلك كله أن تفارقها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ رمضان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>