للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[وجوب التستر من الأب الذي يرغب برؤية أجساد بناته على وجه الفساد والشهوة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا عندي مشكلة، والدي دائما كان يطلب منا أن نريه جسمنا، وكنا نرفض، ومع كل رفض كان يضربنا ولا يكلمنا بتاتا، ويضرب أمي لأنها هي التي تحرضنا، أمنا لا تحرضنا نحن لسن صغارا، وهو دائما عصبي ويقول لأمي سيتزوج عليها، وهو لا يحترمنا ويقول للناس إننا نحن لا نحترمه. أريد فتوى في ما حكم أن تجلس الفتاة في حضن والدها، وما حق البنت على أبيها؟ فهو حرمنا كل شيء؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما يطلبه منكن أبوكن من رؤية أجسادكن على وجه الفساد والشهوة حرام، بل هو من أقبح المعاصي وأشنعها، ولا يجوز لكنّ أن تطعنه في ذلك، بل عليكن ما دمتن قد اطلعتم على أخلاقه هذه أن تبالغوا في التحرز منه، ولا تظهرن أمامه إلا بكامل الستر والاحتشام بحيث لا يظهر منكن إلا الوجه والكفين في أوسع الأحوال، ثم احرصن كل الحرص على ألا يختلي بواحدة منكن، بل عليكن أن تكنّ في أغلب الأوقات مجتمعات، خصوصا في الأوقات التي يكون حاضرا فيها، ثم عليكن أن تنصحن له بأسلوب رفيق، وأن تعلمنه بحرمة هذا الذي يصنعه، وأن هذا مما يوجب لعنة علام الغيوب جل جلاله.

فإن تمادى في غيه وعدوانه فهددنه بإفشاء أمره للأسرة والعائلة، فإن لم ينزجر، فيمكنكن أن تخترن أحد الأعمام أو الإخوة ممن تثقن في دينه ورجاحة عقله ثم تخبرنه بما يحدث، وسيكون هذا إن شاء الله رادعا له عما يصنع.

مع الإكثار من الدعاء له بالهداية والرشد، ثم الدعاء لأنفسكن بالعفة والستر، وأن يرزقكن الله الأزواج الصالحين.

وقد بينا في الفتويين رقم: ٤٧٩١٦، ١١٧٩٠٦، بعض النصائح للفتاة التي يتعدى والدها حدود الشرع في معاملتها.

أما ما تسألين عنه من جلوس الفتاة في حضن والدها فإنه فيمن كان أبوها على ما ذكرت من الحال فإنه يحرم عليها ذلك قطعا في جميع الأحوال، بل يحرم ما دونه من مجرد الخلوة به ولو كانت الفتاة في كامل لباسها الشرعي الذي يستر وجهها وكفيها.

وقد بينا في الفتاوى رقم: ٣٢٢٢، ٥٥٨٩٣، ٥٩٩، بعض الأحكام في تعامل المرأة مع محارمها.

وأما بخصوص حقوق البنت أو الولد عموما على أبيه فقد بيناها بالتفصيل في الفتويين رقم: ١١٣٢٨٥، ٢٣٣٠٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٣ جمادي الثانية ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>