للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل تموت الذنوب بالموت]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم

سؤالي هو كيف أكون ممن مات وماتت معهم ذنوبهم؟

وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن تاب ابن آدم من ذنوبه قبل موته توبة نصوحا تاب الله عليه منها، فالتوبة تجبُّ وتمحو ما قبلها، ولكن للتوبة المقبولة شروط بيّناها في الفتوى رقم: ٥٤٥٠

ومن فضل الله تعالى أن المؤمن قد يغفر الله له ذنوبه إذا لم يكن من المجاهرين بها في الدنيا كما في الحديث: إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك، قال سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته

متفق عليه.

وقال صلى الله عليه وسلم: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه رواه البخاري

وأما إذا كان المرء من المجاهرين بالمعاصي فيعملها أمام الناس ويحدث بها تبجحاً فإنها لا تموت معه وإنما يذكره الناس بها بعد موته وربما شهدوا عليه بالسوء فيدخل النار كما في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً فقال وجبت فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما وجبت؟ قال هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض رواه البخاري

فينبغي للمسلم أن يحذر من البدع والمجاهرة بالمعاصي فإن شؤمها وسوءها لا ينقطع بالموت وإنما تلاحق صاحبها حتى وهو في قبره بعد موته.

والله أعلم

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ شعبان ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>