للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم الاسترسال في تخيل الاستمتاع بالنساء]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أعمل في غربة وعندما أشعر بالضيق أتخيل بعض المتع كالنساء والفتيات مع العلم أني أصلي في الجماعة وأقرأ القرآن وعمري ٢٥ سنة وأحاول أن أعيش في خيالي معهن، وبعدها اشعر بالراحة وأشعر بعدها بالسعادة ويذهب هذا الضيق. ما حكم الإسلام في هذا؟ أرجوكم أفتوني.]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

لا يحل للمسلم أن يتعمد شغل فكره وخاطره في محاسن النساء الأجنبيات، فإن خطر ذلك على باله ولم يسترسل معه فلا شيء عليه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الخواطر العابرة التي تمر بالإنسان من حديث نفس أو تخيلات، لا يترتب عليها إثم ولا تعتبر معصية ما دامت كذلك، أما تعمد الاسترسال فيها وتمتيع الخاطر بها فلا يجوز للإنسان أن يشغل نفسه به، فقد عده بعض العلماء من المحرم لما فيه من تعريض النفس للمثيرات والوساوس الشيطانية. ولأنه مدعاة إلى ارتكاب المحرمات، وبالتالي فهو وسيلة إلى الحرام، يدل على ذلك ما رواه البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم: لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها.

قال الحافظ ابن حجر عند شرح هذا الحديث: قال القابسي هذا أصل لمالك في سد الذرائع فإن الحكمة في هذا النهي خشية أن يعجب الزوج الوصف المذكور فيفضي ذلك إلى تطليق الواصفة أو الافتتان بالموصوفة. انتهى.

وقد أشار بعض العلماء إلى هذه المسألة فقال:

الفكر فيما ليس يعني إنما يحرم حيث كان فيما حرما.

كالفكر في محاسن الأجانب وعورات المسلمين الغيب.

والأولى للأخ السائل أن يشغل فراغه بذكر الله تعالى والتفكر في مخلوقاته وبما يعود عليه بما ينفعه في دنياه وأخراه. ولا يترك الشيطان يلعب به، فهو مسؤول عن وقته فيمَ أفناه؟ وما يعتقد أنه سعادة أو راحة عند استحضار هذه الخيالات ليس على حقيقته بل هو غرور من النفس والشيطان والهوى، والأدهى من ذلك أنه قد يتحول إلى نوع إدمان، فيصبح أسيرا لها. ... ... ... ... ...

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ شعبان ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>