للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[قوة النبي صلى الله عليه وسلم]

[السُّؤَالُ]

ـ[سمعت من أحد الدعاة أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتي قوة ٤٠٠٠ رجل وذلك لما جاء في البخاري أنه أوتي قوة ٤٠ رجل، وفي رواية في مسند أبي نعيم أنه أوتي قوة ٤٠ رجلا من أهل الجنة، وهناك رواية في الطبراني بسند صحيح أن أهل الجنة أوتوا قوة ١٠٠ رجل من أهل الدنيا فتصبح قوة النبي ٤٠ مضروبة بـ ١٠٠ تساوي ٤٠٠٠ رجل من أهل الدنيا فهل هذا صحيح، ومن أقوى موسى عليه السلام أم النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع الأدلة بارك الله فيكم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما سمعته من هذا الداعية من أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوتي قوة أربعة آلاف رجل قد ذكره بعض أهل العلم، فقد قال الحافظ في الفتح بعد أن أورد الأحاديث التي ذكرتها: فعلى هذا يكون حساب قوة نبيناً أربعة آلاف. انتهى.

وهذا يتوقف على ثبوت رواية أبي نعيم، ولم نجد من حكم عليها بصحة أو ضعف، وسكوت الحافظ عنها واحتجاجه بها قد يفيد ثبوتها عنده والعلم عند الله تعالى.

وأما التفضيل بين نبينا صلى الله عليه وسلم وبين موسى عليه السلام في القوة فلا نعلم فيه نصاً، ولكن قد نقل العيني في كتابه عمدة القاري عن بعض شيوخه ما يفيد بأن نبيناً صلى الله عليه وسلم يفوق في قوته قوة كل نبي، وعلى كل حال فالأمر يتوقف على الدليل الصحيح. والكلام في مثل هذه المسائل ليس من ورائه عمل، فينبغي للمسلم أن لا يشغل نفسه به وليصرف همته على ما هو أهم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ ذو القعدة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>