للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفضيل الرجال على النساء لا ينفي إكرامهن]

[السُّؤَالُ]

ـ[إشارة إلى الفتوى رقم: ٧٢٦٠، والمتضمنة طاعة الزوج ويشار فيها أن الرجال أعظم من النساء وأرفع درجات عند الله من النساء حيث ذكر في حديث قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدى حق زوجها كله.

وأيضا حدث أن رجل منع زوجته من مغادرة بيتها وحصل أن والدها قد مات فاستأذنت رسول الله في حضور الجنازة فقال لها: اتقى الله ولا تخالفي زوجك , فأوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم أني قد غفرت لها بطاعة زوجها ... فإنه إذا يدل على شيء فإنه يدل على أن مكانة الرجل أعلى بكثير من النساء عند الله عزوجل ومن هذا أيضا أن الميراث لها نصف الرجل مع أنه هي التي صنعت أعظم الرجال والأنبياء والرسل فإننا لهذا لا يجب تكريم الأمهات لما صنعت لأنها اقل قدر منا نحن الرجال أرجو التعليق على هذا ومن المحتمل انني لم أفهم معنى الحديثين وما هو المغزى منه ولكم مني كل احترام وتقدير؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكرك أولا على اهتمامك بما في موقعنا نفعك الله بما فيه. واعلم أن الحديثين المذكورين حديثان صحيحان وهما دالان على عظم حق الزوج على زوجته، وقد دل القرآن أيضا على تفضيل الرجل على المرأة لاعتبارات معينة وذلك في قوله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ {النساء:٣٤}

وهذه الأفضلية إنما هي باعتبار الجنس، وأما من جهة الأفراد فقد يوجد في النساء من هي أفضل من بعض الرجال، كما أن القول بتفضيل الرجل على المرأة ليس فيه انتقاص لها بل للمرأة كمالها الخاص الذي يتناسب وصفاتها التي خلقها الله عليها.

ولا ندري من أين لك الفهم بأنه يلزم من هذا التفضيل أن لا يكون تكريم من الرجل للمرأة، فقد كرم الإسلام المرأة أما وزوجة وبنتا ثم إن لازم كلامك هذا أن تكون النساء أفضل من الأنبياء لأنهن ولدن هؤلاء الأنبياء، ولا شك أنك لا تقول بهذا ولكنه لازم قولك. وراجع الفتويين: ٦١٤٣٥، ١٠٦٩٥١.ففيهما تفصيل لما أجملنا ذكره في هذا الجواب.

وننبه إلى أن المسلم إذا علم أن ما ورد بشأن هذا الموضوع أو غيره من تشريع رب العالمين الذي هو أعلم بخلقه فعليه أن يتلقى ذلك بالرضا والتسليم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١١ ذو القعدة ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>