للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الزواج ممن تابت عن غيها وصدقت في توبتها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أود في هذه الرسالة أن أسال عن مسألة تواجهني وأود منكم جزاكم الله كل خير أن تنوروا لي الطريق تعرفت إلى فتاة (الفتاة تعمل معي منذ ٣ سنوات أي أني أعرفها عن قرب ليست بيننا علا قة مشبوهة) الفتاة عرفت بسمعة سيئة مستهترة بينها وبين العفة باع طويل قدرني الله على أن أفتح معها موضوع العيشة التي تعيشها ألم يحن الأوان أن تغير حياتها وتتوب عن حياة الطيش والعبث وشاء الله أن تحرك قلبها لهذه الدعوة خصوصا وأن الله كان قد من عليها وأن ارتدت الحجاب عما قبل لكنها تخلت عنه تأثرت لموقفي تجاهها ولا أخفي أنها تعلقت بي وأنا لا أريد أن أقع في الحرام خصوصا وأن نيتي كانت هي دعوتها وإنقاذها مما كانت عليه لكن الأمور تطورت بعد أن عرفت أنها كانت محتجبة سلفا مما جعلني أفكر في الزواج بها إن هي كانت صادقة في توبتها رغم اعتراض الجميع على ذلك وأخشى أن يعترض أهلي إن هم علموا عما كانت عليه أرجو منكم النصح والإفادة؟

جزاكم الله كل خير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن ما قمت به من دعوة مباشرة لتلك الفتاة التي ذكرت من أمرها ما ذكرت يعتبر خطأ، فكان الأولى بك أن تدعوها عن طريق إحدى أخواتك أو محارمك. فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وفتنة النساء من أعظم الفتن وأكثرها خطرا وضررا، كما في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. وهذه الفتنة لا ينبغي لأحد أن يأمنها على نفسه، فلربما فتن الصالح العابد بنظرة، ولهذا جاء التحذير من النظر، والأمر بغض البصر عاما لجميع المؤمنين، دون تفريق بين صالح وطالح، ومستقيم ومنحرف، وتوجه الخطاب أولا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شك أنهم أعظم الناس إيمانا ويقينا وثباتا. فالحمد لله على أنه لم يقع بينك وبينها شيء أعظم مما ذكرت، ولكننا ننصحك -أيها الأخ الكريم- بالإعراض عنها، وأن تبحث عمن يقوم بدعوتها من النساء الصالحات.

وفيما يتعلق بموضوع زواجك منها، فإذا أبدت لك استعدادها التام بالالتزام إذا تزوجتها، وكنت على يقين أو ظن غالب بأن حالها سيتغير إلى الصلاح والاستقامة على الدين بما في ذلك التزامها باللباس الشرعي، كان زواجك بها إن شاء الله تعالى محمودا حيث إنك تكون سببا في التزامها بالدين، وقد صح عن النبي صلى الله عله وسلم أنه قال لعلي: لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. رواه البخاري.

وأما إذا كنت تعلم أن المرأة لم تكن صادقة فيما أبدت، فلا ننصحك بالزواج منها، ولا سيما أن والديك قد لا يرضيان عن زواجك منها، وأن سمعتها كما قلت غير طيبة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٢ شعبان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>