للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[نصائح وملاحظات حول النظر إلى النساء]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد أن أعلم حدود المعاملة (المصافحة, الكلام, المزاح, إطالة النظر عند الكلام ... ) مع فتيات لا يرجى وقوع أي فتنة تجاههن وأقول أيضا لا يمكنهن فتنتي (غير جميلات) ,أحس فقط بأن رجلا أو واحدة من محارمي هي التي أمامي؟

في حالة فتيات جميلات أصاب بفتنة شديدة. هل الخطوات إلى المسجد تمحو ذنوب إطالة النظر إلى النساء أثناء الذهاب إلى المسجد هل يجب إعادة الوضوء في حالة لقاء فتاة وتكلمت معها بـ: -السلام عليكم.

-كلام فيه مزاح وفيه فتنة.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز للرجل أن يصافح امرأة أجنبية عنه، وكذا المرأة لا يجوز لها أن تصافح رجلاً أجنبياً عنها، ولو كان ذلك بغير شهوة، سواء كانت المرأة أو الرجل من ذوي الهيئات والجمال أم لا، وراجع الفتوى رقم: ٣٠٤٥.

وأما عن الكلام مع الفتيات فإنه يجوز إذا دعت إليه الحاجة، وكان مع غض البصر وعدم الخلوة وعدم الخضوع بالقول، ومع التزام الفتاة بالحجاب الشرعي، وراجع الفتوى رقم: ٢٤٢٧٢.

وأما عن المزاح فقد تقدم الكلام عنه في الفتوى رقم: ٣٩٦٣٤، والفتوى رقم: ٥٧٧٦.

وأما عن الخطوات إلى المسجد هل تكفر النظر إلى النساء مع الافتتان؟

فإن خطوات الذهاب إلى المسجد من مكفرات الذنوب كما ثبت ذلك في الأحاديث، ولكن الذي يكفَّر هو الصغائر دون الكبائر، والإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة.

وعليه؛ فإذا كان النظر مع إصرار فهو كبيرة، فلا يكفرها إلا التوبة، ثم إن الصغائر تكفر الأعمال الصالحة إذا تقبلها الله، وما يدري الواحد منا هل عمله مقبول أم لا؟

وأما عن الكلام مع المرأة بما فيه مزاح وفتنة هل ينقض الوضوء؟ فإن مجرد الكلام دون خروج شيء لا ينقض الوضوء، وراجع الفتوى رقم: ١٩٣٤٠، والفتوى رقم: ١١١٩٠، وراجع أيضاً الفتوى رقم: ١٧٤٧٩.

وننبه في الأخير إلى أمر فهمناه من السؤال وهو أن السائل خلص إلى أن غير الجميلات لا يفتنّه، ولا يخشى أن يجره النظر إليهن ومصافحتهن وممازحتهن إلى الوقوع في ما وراء ذلك، وهذا أمر لنا عليه ملحوظات:

الأولى: أن هذه الأفعال محرمة في ذاتها ولو لم تجرّ إلى غيرها.

الثانية: أن كونه آمناً من أن يجره ذلك إلى ما وراءه أمر غير صحيح، فإن القلوب لا تثبت على حال، وحيل النساء وكيدهن في هذا الباب أمور معلومات لمن كان ذا بصيرة، ويكفي في ذلك قصة يوسف عليه السلام، وقصة الرجل العابد الذي علقته بغي فدعته ليشهد على أمر، وغلقت عليه الأبواب وخيرته بين شرب الخمر وقتل النفس والزنا بها، فاختار الخمر ظناً منه أنها أخف، فتوصلت بذلك إلى كل ما تريد من قتل وزنا ... وهي قصة أخرجها النسائي وابن حبان وإن كان فيها مقال.

الثالثة: أن هذا الرجل وإن أمن الوقوع في حبائل الشيطان وخطواته إلى الفاحشة- وهو أمر مستبعد جداً كما قدمنا- فإنه لن يسلم من أن يفتن هؤلاء الفتيات، ويكسر الحاجز النفسي عندهن، فتهون عليهن مخالطة الرجال وممازحتهم ومصافحتهم، وقد قال الشاعر:

نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء

وهذه خطوات كل واحدة منها تسلم الشخص إلى التي بعدها لا محالة إن لم يتداركه الله برحمة منه فيثوب إلى رشده.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٣ ذو الحجة ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>