للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الشك في الطعام لا يحرمه على المرء]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب أدرس في الولايات المتحدة وفي أحد الأيام دعيت أنا وصديق بإلحاح لتناول الغداء من قبل شاب مسلم في منزله وقد كنّا التقينا به للمرة الثانية. الغذاء كان بيتزا بالجبنة والشاب اشترى البيتزا ولم يعدها بنفسه وأنا أعلم بأنه من الصعب جداً إيجاد جبنة حلال في الولايات المتحدة (الأنفخة حرام) ولكن بعض الشباب هنا يعتقد أن الطعام حلال إذا خلا من اللحم (لقد قرأت كثيراً في هذا الموضوع والغالب أن البيتزا غير حلال) . المشكلة أنني أكلت من البيتزا (بعد وساس من الشيطان بأن أحسن الظن وأن لا أكسف الشاب الذي لا أعرفه جيداً) وأنا منزعج جداً لذلك. فهل ما عملته كان خطأً؟ أكان عليّ أن أقول للشاب لا أريد أن آكل لأنني أشك أن الطعام حرام؟ هل لن تقبل مني صلاة ٤٠ يوماً؟ هل أنا آثم لأنني لم أنبّه الشاب (إنكار المنكر) ؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالأصل في الأطعمة الإباحة، إلا إذا تبين خلاف ذلك بدليل يرفع هذا الأصل، وراجع في هذا الجواب رقم: ٢٨٥٥٠، وبناء على ذلك، فإن مجرد الشك في الطعام لا يحرمه على المرء، لكن إذا تيقن من عدم حله، أو غلب على ظنه بالقرائن المفيدة لذلك، فإنه يحرم عليه تناوله، ووجب عليه الإنكار على من يتناوله وهو يعلم، فإن لم يكن يعلم وجب عليه إعلامه وبيان الحكم الشرعي في ذلك بقدر طاقته، علما بأن الأجبان المصنوعة من أنفحة ذبائح الكفار محل خلاف بين العلماء، وراجع هذا في الفتوى رقم: ٦٣٤.

وننبه السائل إلى أن ذبائح أهل الكتاب (اليهود والنصارى) حلال، لقوله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ [المائدة: ٥] .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ رجب ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>