للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الرضا عن الله تعالى من أعظم المقامات]

[السُّؤَالُ]

ـ[الرضا عن جميع المخلوقات

الرضا عن الله]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم يتبين لنا المراد من هذا الكلام، ولكن على وجه العموم فإن الرضا عن الله تعالى مقام عظيم، ومن أحب أعمال القلوب إلى علام الغيوب، وقد أثنى الله تعالى به على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ (التوبة: من الآية١٠٠) ، ويحكى عن داود الطائي أنه قال: الزاهد في الدنيا لا يحب البقاء فيها، وأفضل الأعمال الرضا عن الله.

ومن أهم أسباب حلول هذا الرضا بالقلب استشعار العبد نعم الله عليه، قال الطبري في تفسيره عند الآية المذكورة آنفاً: ورضي عنه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، لما أجزل لهم من الثواب على طاعتهم إياه، وإيمانهم به وبنبيه عليه السلام. انتهى.

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: اللهم إني أسالك الرضا بعد القضاء. رواه أحمد، وقال الألباني في ظلال الجنة: صحيح لغيره، وهذا المقام وهو الرضا بالمقدور لا يتم إلا لمن عرف الله تعالى حق معرفته، هذا في ما يتعلق بالرضا عن الله.

وأما الرضا عن المخلوق فلا ندري مقصودك به، فنرجو توضيحه حتى يجاب عنه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ ذو الحجة ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>