للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[العمل المشتمل على حمل الخمر وسقيها ودفعها رشوة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا موظف في شركة بترولية في الصحراء ويعمل معي أجانب مسيحيون ومسلمون، وظيفتي في هذه الشركة مسؤول عن العمالة منهم عمالة التنظيف والمطعم والمخزن، وهذه الشركة توفر الخمر للأجانب فقط، وأنا المسؤول عن كمية الخمر التي لا بدّ من توفيرها كلّ أسبوع للأجانب، وفي بعض الأحيان أجبر على إعطائها لبعض المسؤولين المسلمين خاصة المسؤول عن الأمن والطبيب لغض البصر عن تجاوزات أمنية أو عن سلامة المواد الغذائية والتي تكو ن في شكل رشوة، فهل أواصل العمل أم أنقطع عنه وهل أطالب بمستحقّاتي المالية في حالة الانقطاع؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرته من كونك المسؤول عن كمية الخمر التي لا بد من توفيرها كل أسبوع للأجانب، وأنك في بعض الأحيان تجبر على إعطائها لبعض المسؤولين المسلمين، كالمسؤول عن الأمن والطبيب لغض البصر عن تجاوزات أمنية أو لغض البصر عن سلامة المواد الغذائية، وأن ذلك يكون في شكل رشوة، فيه آثام كثيرة وأخطاء ما كان ينبغي للمسلم أن يرتكبها.

فحامل الخمر وساقيها ملعونان كما ورد في الحديث الشريف. فقد روى أبو داود والحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها. وهذا الحديث صححه الألباني.

وروى الترمذي وابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة: عاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وساقيها، وبائعها، وآكل ثمنها، والمشتري لها، والمشتراة له. قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب من حديث أنس.

كما أن الراشي والمرتشي ومن يسعى بينهما كلهم ملعونون على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، وفي رواية: والرائش وهو الساعي بينهما.

ولا يخفى أيضا الإثم الكبير فيما ذكرته من إعطاء الخمر لبعض المسؤولين المسلمين، لغض البصر عن تجاوزات أمنية أو لغض البصر عن سلامة المواد الغذائية.

فبان من جميع هذا أنك وقعت في كثير من الأخطاء الكبيرة، وواجبك هو المبادرة إلى التوبة والمسارعة في الابتعاد عن هذه المهنة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ جمادي الأولى ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>