للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الوفاء الوعد يستحب استحبابا أكيدا]

[السُّؤَالُ]

ـ[كثيراً ما أقابل الكثير من معارفي ويحملوني أمانة أن أوصل سلامهم لأخي أو لأبي أو صاحب لي قريب مني, ويتكرر هذا كثيراً, وكثيراً ما أنسى أن أبلغ الرسالة, فما وضعي الآن وما تحليلكم لمقولة وعد الحر دين, وهل هذا حديث أم مقولة شهيرة؟ وأدعو الله أن يوفقكم إلى عمل الخير وخير العمل وإلى ما يحبه ويرضاه؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يعينك على كل بر، وأن يجعلك من المفلحين، وأما تبليغ السلام إلى من أرسل إليه فواجب عند بعض أهل العلم كالشافعية، وحمل ذلك بعض أهل العلم على ما إذا التزم الرسول بذلك فيجب عليه تبليغه؛ لأنه في هذه الحالة صار أمانة في عنقه. وعليه فمن تعمد عدم البلاغ كان آثما، وأما إذا نسي فلا شيء عليه. وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: ٧٠٧٠٥، ٧١٢٧١.

وأما مقولة: (وعد الحر دين) . فليست بحديث. والوفاء بالوعد وإن كان لا يأثم بتركه عند جمهور العلماء، لكنه يستحب استحبابا أكيدا، وتركه مكروه كراهة شديدة، فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ {الصف:٣،٢} ومدح الله نبيه إسماعيل فقال: إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا {مريم:٥٤} وعدَّ النبي صلى الله عليه وسلم إخلاف الوعد من خصال النفاق فقال: آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ. متفق عليه.

وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: ١٢٧٢٩، ٥١٠٩٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ ذو الحجة ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>