للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ما وجد من مخلوقات قبل الكتابة خلق بعلم الله تعالى وقدرته وإرادته]

[السُّؤَالُ]

ـ[من المعروف أن مقادير كل شيء مكتوبة في اللوح المحفوظ، ولكن هل يمكن أن نجزم أن أي شيء حدث قبل كتابة المقادير، فهل يمكن أن نعتبره قدراً أم نعتبره بمشيئة الله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا نقول أولاً إن مشيئة الله تعالى من قدره، لأن معنى قولنا: إن الله قدر كذا هو أن الله تعالى علم وكتب وشاء وخلق ذلك الأمر، فالمشيئة جزء من مراتب القدر، والتي ذكرناها في الفتوى رقم: ٦٠٧٨٧.

وأما ما وجد من المخلوقات قبل الكتابة فإننا نقول ابتداءً: إن العلماء مختلفون في ذلك، فمنهم من قال: إن أول المخلوقات على الإطلاق القلم، ومنهم من قال: توجد مخلوقات قبل القلم كالعرش والماء وهذا هو الصحيح الذي تؤيده الأدلة، ولا شك أن تلك المخلوقات التي وجدت قبل القلم والكتابة لا شك أن الله تعالى خلقها بعلمه وقدرته ومشيئته وإرادته، فهي لم توجد عبثاً من غير علم ولا قدرة ولا مشيئة، وخلقها لا يتعلق بالمشيئة فقط؛ بل بالمشيئة والعلم والقدرة، وهل كتب الله تلك المخلوقات؟ ليس عندنا دليل يثبت ذلك ولا دليل ينفيه، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخبر فيه أن الله كتب في الذكر كل شيء وأن أول ما خلق الله القلم، قال فيه شيخ الإسلام في الرسالة الصفوية: فذلك بيان لخلق العالم الذي خلقه في ستة أيام ... ولم يذكر فيه تقدير جميع المخلوقات الكائنة بعد القيامة فلم يجب أن يكون متقدماً على غيره، هذه المقدرات المخلوقة مما خلق قبل ذلك.

والخلاصة نلخصها فيما يلي:

١- أن مشيئة الله تعالى من قدره.

٢- أن ما وجد من المخلوقات قبل الكتابة إنما خلق بعلم الله تعالى وقدرته وإرادته.

٣- أنه لا يوجد دليل ينفي ولا يثبت كتابة تلك المخلوقات.

٤- أن الأحاديث الواردة في بيان أن الله كتب في الذكر كل شيء المراد بها هذا العالم الذي خلقه الله في ستة أيام وليس ما خلق قبل ذلك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ جمادي الأولى ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>