للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[العدل بين زوجات ونساء الرجل في الجنة]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم ورحمة الله

قرأت الكثير عن نساء الجنة وأن لكل رجل في الجنة الكثير من النساء، أرجو بيان العدد الحقيقي مع توضيح كونهن آدميات أو حور عين أو جواري، كما قرأت أن الرجل ينزل عند المرأة الواحدة من أزواجه فترة طويلة، فكيف يتحقق العدل بالنسبة للنساء وذلك لأن كل زوجة ستفارق زوجها كل مدة أما الزوج فلا يكون إلا مع إحدى زوجاته على الأقل؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد تقدم ذكر شيء من صفات نساء الجنة في الفتوى رقم: ٥١٤٧.

وأما عن عدد زوجات الرجل المؤمن في الجنة فيقول الإمام العراقي في كتابه القيم طرح التثريب ٨/٢٦٨: قد تبين ببقية الروايات أن الزوجين أقل ما يكون لساكن الجنة من نساء الدنيا، وأن أقل ما يكون له من الحور العين سبعون زوجة.

وأما أكثر ذلك فلا حصر له، وفي الصحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلاً، للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً.

وفي رواية: في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون.

وروى الترمذي من حديث ثوير بن أبي فاختة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وغشية. ضعفه الحافظ ابن حجر في الفتح، وكذا ضعفه الألباني.

وأما قولك: فكيف يتحقق العدل؟ فهو سؤال في غير محله، فالآخرة هي دار العدل والحق، وليس في الجنة أحد في همٍ أو كدّ، بل الكل في نعيم وسعادة، قد نزع الله من قلوب أهلها البغضاء والحزن.

وراجع الفتوى رقم: ١٢٩٩٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ ذو الحجة ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>