للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الاستبشار والتفاؤل برؤية المناظر الحسنة خلق إسلامي]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل يكون الفأل في المنظر الحسن؟ ورد على ذهني هذا السؤال بعد مشاهدتي لمنظر أثار دهشتي وإعجابي وذكرني الجنة جعلنا الله وإياكم وسائرالمسلمين والمسلمات من أهلها كانت هذه المشاهدة قبيل مغرب أول ليلة من ليالي رمضان المبارك مساء متأخرا كنت جالسة أردد أذكار المساء فحانت مني التفاتة ناحية النافذة فلمحت في صفحة السماء سربا من الطيور الخضر على هيئة رقم سبعة شدني المشهد للحظات لروعته (سبحان الخالق) وذكرني هذا المشهد الجنة وحينما أردت اقتفاء أثره كان قد اختفى هل لرؤية مثل هذا المشهد في مثل هذا التوقيت أي معنى من معانى الفأل الحسن؟ وهل يتفاءل المؤمن لرؤية المنظر الحسن أحب أن أكون متفائلة في كل الأحوال فأرشدوني إلى أمور معينة لي على ذلك بإذن الله وعلموني كيف يكون الفأل الحسن وما هي أنواعه وما جزاؤه؟

جزاكم الله عني وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الفأل الحسن من حسن ظن العبد بربه تبارك وتعالى، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الفأل الحسن بقوله: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم. رواه البخاري ومسلم.

ومثل الكلمة الصالحة أو الطيبة يسمعها المنظر الجميل يراه، فكل ذلك من الفأل الحسن الذي ينبغي للمسلم أن يستبشر به ويتفاءل، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل.

وقد جعل الله تبارك وتعالى في هذه الدنيا، وبث في هذا الكون من الأشياء الجميلة والمناظر الحسنة ما يوقظ الحس، ويشوق المسلم إذا رآه إلى دار الخلود التي فيها من الجمال والنعيم المقيم الأبدي ما لا عين رأت ولا أذنٍ سمعت ولا خطر على قلب بشر.

كما بث فيها بالمقابل الأشياء القبيحة التي تذكر العبد بدار الشقاء ليلجأ إلى الله تعالى، ويستعيذ به من كل ما يسوء أو يستقبح أو يضر.

والقرآن الكريم مليء بهذه الأمثلة، فهو صفحة مفتوحة تعرض واقع هذا الكون بحسنه ليرغب فيه المؤمن، ويتعلق به ويشتاق إليه في دار النعيم.

كما تعرض القبيح وتحذر منه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر بآية رحمة سأل الله تعالى الرحمة، وإذا مر بآية عذاب استعاذ، فينبغي أن يكون المسلم في هذه الحياة إذا رأى منظراً حسناً أو سمع كلمة طيبة استبشر وتفاءل ودعا، وإذا سمع أو رأى ما يسوء استعاذ بالله تعالى.

ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: ٢٨٩٥٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ ذو القعدة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>