للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم قراءة القرآن في المناسبات لأجل العطايا]

[السُّؤَالُ]

ـ[عندنا في البادية أثناء المناسبات مثلا كالعقيقة يحضرون قراءً يقرؤون جماعة القرآن ويأخذون المال أثناء المجلس ومن أعطاهم دعوا له باسمه أمام الحضور مع ما فيه من الرياء.

فهل هذا يجوز؟ وماذا إذا دعيت إلى تلك المناسبة وفيها ذلك؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: ٢٧٩٣٣، حكم القراءة بصورة جماعية مع بيان أقوال أهل العلم في ذلك، وذكرنا أن أكثر أهل العلم لا يرون بأسا بقراءة القرآن بصورة جماعية ما عدا بعض الحالات التي اختلفوا فيها بين قائل بالكراهة وقائل بالجواز أو الاستحباب؛ كما هو موضح في الفتوى المشار إليها، ومع أن أخذ الأجرة على مجرد القراءة مختلف في جوازه بين أهل العلم أيضا؛ كما تقدم في الفتوى رقم: ٦٨٣١٤، إلا أن من الواضح أن ما يقوم به هؤلاء القراء من أخذ العطايا مقابل تلاوة الآيات والدعاء لا يليق بالقرآن ولا بحملته، حيث يجعلون تلاوته محض وسيلة لأخذ حطام الدنيا في المجامع والمناسبات، فمن أعطاهم دعوا له، ومن لم يعطهم لم يدعوا له، لذا فلا ينبغي حضور هذه المجالس التي يجعل فيها القرآن مجرد وسيلة لسؤال الناس، قال النووي رحمه الله تعالى في التبيان في آداب حملة القرآن: ومن أهم ما يؤثر به أن يحذر كل الحذر من اتخاذ القرآن معيشة يكتسب بها، فقد جاء عن عبد الرحمن بن شبيل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تجفوا عنه ولا تغلوا فيه. وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا القرآن من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه. رواه بمعناه من رواية سهل بن سعد: معناه يتعجلون أجره إما بمال وإما سمعة ونحوها. انتهى.

والحديث الأول رواه ابن أبي شيبة والإمام أحمد والطبراني، والثاني رواه ابن أبي شيبة أيضا وأبو يعلى وغيرهما وحسنه الألباني في صحيح الجامع، وقد قدمنا في الفتوى رقم: ١١٧٠١، أن الذي نراه أن قراءة القرآن في مثل هذه المناسبات من البدع أيضا، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: ٢٤٢٩٥.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٧ ذو القعدة ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>