للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[دعاء المرأة بأن يكون خطيب صديقتها زوجا لها]

[السُّؤَالُ]

ـ[سماحة الشيخ: أنا فتاة عمري ٢٨ سنة من عائلة ملتزمة، أحببت منذ سنة شابا خاطبا من عائلة صديقة وأنا دائمة الزيارة لها وأحببته من أخلاقه التي يتغنى بها أهله وأحبني مما سمعه عني ... وتم بيننا الكلام بالهاتف وتعلقت القلوب ولأني أرغبه بالحلال وخوفاً من غضب الله ابتعدت عنه ولم يعد بيني وبينه اتصال بالهاتف إلا قليل من الرسائل الهاتفية وآمل من الله أن يجعله زوجاً لي، حيث عجزت عن نسيانه ونسيان محبتي له، السؤال يا شيخ: هل يجوز أن أدعو الله في قيام الليل بأن يجعله زوجاً لي إن كان به خير، لأنه لا يستطيع فك الخطبة حفظاً لأهله وما بينهم من مودة مع أهل خطيبته، والله يا شيخ حاولت النسيان ولم أستطع ... وليس لي أمل إلا الله والدعاء لله.. وأرجو نصيحتكم؟ وجزاكم الله خير الجزاء.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يعافيك من هذا البلاء، وعليك أن تقطعي الاتصال بهذا الشاب نهائياً، وتتوبي مما سلف، وعليك الحذر من الوقوع في العشق فإنه مرض يصيب القلب، يصعب التخلص منه، وقد قيل عنه إن مبادئه سهلة حلوة، وأوسطه هم وشغل قلب وسقم، وآخره عطب وقتل إن لم يتداركه عناية من الله، وإذا كنت قد وقعت فيه فعليك بالدواء المذكور في الفتوى رقم: ٩٣٦٠.

وأما الدعاء بأن يجعل الله ذلك الشاب من نصيبك، وأن يزوجك منه، فلا حرج في ذلك ما لم يترتب على زواجه منك مفسدة محققة، كقطع أرحامه أو رفضه لخطبة من ركن إليها وركنت إليه مع عدم إمكان الجمع بينكما، فإن ترتب عليه شيء مما ذكر من قطع رحم أو صد الخاطب عن مخطوبته فإنه حينئذ يكون فيه اعتداء ورغبة في زوال الخير والنفع عن المسلم، وهذا ينافي كمال الإيمان والنصح للمسلم، ففي الصحيحين وغيرهما: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. وفي صحيح البخاري: ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها.

نسأل الله أن يصلح حالك، ويرزقك زوجا صالحا تقر به عينك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ جمادي الثانية ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>