للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[يرتفع الإثم بعد نصح الزوجة ومحاولة إصلاحها]

[السُّؤَالُ]

ـ[إذا كانت زوجتي لا تريد ارتداء النقاب هل أنا علي إثم أو مساءلة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الراجح من قولي الفقهاء أنه يجب على المرأة تغطية وجهها وكفيها، إذا صلح الزمان، وانتشر التقى وعم الالتزام بأحكام الشرع، أما إذا فسد الزمان ورق دين الناس ولم يتورعوا عن النظر المحرم، فالواجب على المرأة تغطية وجهها باتفاق الفقهاء، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم:

٢٠٣٥٢.

وبناءً على هذا فإنه يتأكد على زوجتك تغطية وجهها، ويجب عليك كزوج أن تأمرها بذلك، وأن تعينها عليه، وتيسر لها أسبابه، فإن لم تلتزم بأمرك، فهي ناشز، والنشوز هو الخروج عن طاعة الزوج، وقد أرشدنا الله إلى كيفية التعامل مع الناشز في قوله: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً [النساء:٣٤] .

وقد سبق بيان ذلك مفصلاً في الفتوى رقم:

١٢٢٥.

ولا إثم عليك إن شاء الله بعد القيام بواجب النصح، واتباع خطوات الإصلاح التي أمرك الله بها، وهي في الجواب السابق.

وننصحك بالصبر على زوجتك وعلاج الأمر بحكمة وهدوء، مع الإكثار من دعاء الله تعالى بهدايتها، ومن أهم ما تدعو به: رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً [الفرقان:٧٤] .

ولتعلم الزوجة أنها إذا كشفت وجهها فإن الناس سينظرون إليها، ومعلوم أنه يصحب هذا النظر استمتاع في الغالب، والاستمتاع بالمرأة حق خالص لزوجها، فكأن التي كشفت وجهها قد تصرفت في هذا الحق بوجه غير مشروع، مع ما فيه من مخالفة أمر الزوج، فعلى هذه الزوجة أن تتقي الله تعالى، وتمتثل إلى أمر ربها، وتطيع زوجها، ولتراجع هذه المرأة الفتوى رقم:

١٩٤١٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ جمادي الثانية ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>