للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ذاقت الأمرين من زوجة أخي زوجها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا سيدة أبلغ من العمر ٢٠ عاما ومتزوجة منذ سنة تقريبا وقد صادفتني مشكلة أرقت حياتي إلى هذا الحين.

وهي أن زوجي كان يعيش مع أهله طوال حياته وأخوه الكبير وزوجته سكنا معهم لفترة ليست قليلة ونظرا لتقارب سن زوجة أخيه من عمر زوجي حيث هما الاثنان يبلغان من العمر في ذلك الوقت ٢٤سنة، ولكن تكمن المشكلة في زوجة أخي زوجي حيث كانت تصرفاتها مع زوجي ملفتة للنظر جدا وقد تمادت لتصبح في إطار الضحك واللعب ولا يخلو الأمر من لمس الخواصر والأيدي، ولهذا السبب أعطيت ضوء أحمر لزوجي أن هذا الاسلوب لا يعجبني بتاتا بعد الزواج (حينها لم أكن متزوجة بعد) .. وللأسف أكتشفت بعد الزواج أن الوضع لم يزل على حاله فبعد ثلاثة أشهر من زواجي حدث الانفجار المكبوت داخلي.. وقد صرحت عن رأيي بصراحة في زوجة أخي زوجي _ لم أكن أنا الوحيدة التي انتبهت لحركاتها وتصرفاتها غير المحتملة ولكن بعض الأقارب وأخوات زوجي نبهنني لتلك التصرفات أيضا _

ولعلك سيدي الفاضل تتسائل عن زوجها؟

وللأسف كل ما يحدث على مرأى ومسمع منه ولا يحرك ساكنا بحجة هل لأخيه أن ينظر لزوجته!!

وهو لا يدرك أنه الحمو وكم من أخ تزوج زوجة أخيه بعد وفاة أخيه. وليس معنى هذا أن زوجي سيء لا سمح الله.. ولكنه رجل في كل الأحوال.

والمشكلة الأعظم يا سيدي أنني رفضت هذا الوضع بتاتا حيث تكلمت زوجة أخى زوجي في عرض أختي الكبيرة (مع العلم أن أختي الكبيرة داعية للدين وتقيم مجالس للسيرة والتفسير وغيره في منزلها) وقد كانت زوجة أخيه تتصل على بيتي لتطلب زوجي بالاسم دون حتى أن ترمي علي السلام.. وقد رأيت منها الكثير الكثير وما هو أوقح وأعنف من ذلك وكانت هي أصلا رافضة لزواجي من زوجي وخاصة أنها بنت خال زوجي أيضا ولها أخوات لم يتزوجن

من أبناء العمة يا سيدي مكثت عند أهلي أسبوعا كاملا سمعت خلالها أقسى الكلام من زوجي الذي ارتبطت به بعد قصة حب عنيفة. وكانت بمثابة الصدمة لي.. ولكن أزيدك من البيت شعرا.. أن أقاربنا وقفوا إلى جانبي وأيدوني على موقفي ولكن أهل زوجي أهانوني في منزلهم كذا مرة وكنت اغفر وأقول مثل أهلي وقد سبق وأن دعت علي أمه أما أخوه وزوجته وزوجي بأن لا أنجب أبدا.. واعتبروا رفضي لأفعال زوجة أخي زوجي هو جريمة لا تغتفر وأنها إساءة لها في أخلاقها وعرض أخي زوجي، وقد أرقني هذا الموضوع كثيرا كثيرا لأنه بعدما عاد الماء لمجاريه مع زوجي وبعد كل هذا الذل والعذاب والإهانات القاسية، قلت في نفسي لقد وضعت حدودا لبيتي لا أريد أن يتجاوزها مخلوق وهذا على ما أعتقد من حقي ولكن ما زال الوضع سيئا بالنسبة لأهل زوجي الذين لا يعرفون معنى المجاملة.. لأنني أجاملهم في أدق التفاصيل صغيرة وكبيرة.. ومع زوجة أخي زوجي وأخي زوجي شخصيا.. حيث إنني فكرت مليا في طلب الطلاق للابتعاد عن تلك العائلة جميعا لما سببوه لي من جرح نفسي أحاول كتمانه. وقد شجعني أن أكتب هذه الرسالة هو موقف زوجي الذي قرأت له سابقا.. (مدون على ورقة) أنه يحب أخاه الكبير كثيرا وأن تلك المشاكل أثرت على حياته الشخصية والعملية..

وأنا هنا سيدي حائرة في أمري لا أعرف ماذا أفعل خاصة أنني بعد شهر تقريبا سأضع مولودي الأول.

وللعلم يا أخي الفاضل أن زوجي يكلمني عن صلة الرحم وعن أهله الذين يجافونني وأجاملهم على حساب أعصابي وكرامتي وكبريائي ويحدثني أيضا عن الحلال والحرام الآن.. فأسأل نفسي أين كان هذا الدين والمعرفة مع زوجة أخيه وتصرفاتها.. أم كانت تروق له..

أرجو إفادتي ماذا أفعل؟ فانا اكتب هذه الرسالة بدموعي ونفسي المكسورة.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا التصرف الذي يصدر من زوجك مع زوجة أخيه وما يصدر منها معه إضافة إلى كونه لا يجوز شرعاً كما لا يخفى عليك فهو مع ذلك يعتبر تصرفا اجتماعيا سيئا: يؤدي إلى سوء العلاقة بين أفراد الأسرة وقطع الأرحام بينها وتشتتها وهذا أمر مرفوض شرعاً نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم كما ورد في الأحاديث الثابتة،

نسأل الله عز وجل أن يهديهما للحق والاستقامة، أما بخصوص ما تفعلين اتجاه تصرفه هذا

فأول شيء هو نصحه وبيان الحكم الشرعي له فيما يأتي به مما تذكرين، وليكن ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة وسيستجيب لك إن شاء الله، ويكف عن تصرفه غير اللآئق ولا سيما أنه رجل يتحدث عن الحلال والحرام.

وإذا كان بإمكانه توفير سكن مستقل لك فاطلبيه منه عسى أن يقلل ذلك من دخوله على زوجة أخيه ورؤيته لها إذ لا شك أن سكنهما في بيت واحد له الأثر البالغ على تصرفهما السيء.

ثم انصحى زوجة أخي زوجك وبيني لها خطورة هذا الأمر الذي يبدو أنها متهاونة به، وأنه لا يجوز للمسلم أن يسعى بأي وجه من الوجوه في التفريق بين الزوجين أو إفساد أحدهما على الآخر أو إمالته عنه.

فقد جاء في الحديث الذي يرويه الإمام أحمد وأبوداود وغيرهما ليس منا من خبب امرأة على زوجها. والتخبيب معناه الإفساد ولا فرق بين إفساد المرأة على زوجها وبين إفساد الرجل على زوجته.

وفي الحديث الذي يرويه الإمام البخاري: ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها. أما طلب الطلاق من زوجك فلا ننصح به مادام علاج هذه المسألة ممكنا بوسيلة أخرى.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ جمادي الأولى ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>