للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تقدم لها خطيب ثم تقدم لها آخر حالته المادية جيدة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أختي كانت خطبتها يوم الخميس الماضي وكان الذي يريد أن يخطبها مسافر في دولة عربية طلبا للعمل وتأمين مستقبله وهو شاب يعتبر فقيرا وليس متعلما وكذلك أهله حالتهم المادية سيئة وهو يساعدهم في إيجار البيت وبعد الخطبة جاءها عريس متعلم ومركز ومؤمن مستقبله فوقعت أختي في حيرة من أمرها، مع العلم بأن أختي والله لا تريد أي غاية أخرى فأختي لا تستطيع الدفاع عن نفسها وكثيراً كثيرا إذا تضايقت أو انزعجت لا تقدر أن تعبر عن ذلك ولا تعرف كيف تتصرف وتخجل كثيراً كثيراً، فأنا أفكر في ظروف حياتها مع خطيبها ستكون صعبة من الناحية المادية، أما العريس الأخير فحاله مستقر ومتعلم، وبصراحة الاثنان نفس الشيء لا نعرفهم والفرق في المغريات، فما هو رأيكم إذا تم فسخ الخطوبة من أجل العريس الجديد؟ يعني أختي متعلمة وتريد أحدا متعلما.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت أختك لم تقبل بالخاطب الأول، فلا حرج على الخاطب الآخر أن يتقدم إليها، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: ٢٥٩٢٢، وأما إذا كانت قد قبلت بالخاطب الأول فلا يجوز للثاني أن يتقدم إليها إلا إذا ترك الأول الخطبة لكن لا حرج على أختك في فسخ خطبة الأول وقبول الخاطب الثاني إذا خطبها، وانظري في ذلك الفتوى رقم: ٧١٠٤٩.

واعلمي أن الأصل في معيار اختيار الزوج هو الدين والخلق، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. روه ابن ماجه والترمذي وحسنه الألباني.

ولكن ذلك لا يعني أنه لا يجوز مراعاة أمر غير الدين والخلق في الزوج، فمن حق المرأة أن تراعي فيمن تختاره زوجاً ـ مع الدين والخلق ـ أموراً أخرى مباحة كالعلم والمال.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ ذو القعدة ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>