للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المعاصي لها أسباب سوى تسويل الشيطان]

[السُّؤَالُ]

ـ[في العشر الأواخر من شهر رمضان وقعت فتنة في المسجد، فهناك من قال إن هذا من عند الشيطان يريد أن يوقع بين المسلمين في هذه الأيام المباركة، وهناك من قال لا، هذا من عند أنفسنا، لأن الشيطان في رمضان يغل، وليس له تأثير، فأي القول أصح؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن مردة الشياطين هي التي تصفد في شهر رمضان لا جميع الشياطين، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: ٣٤١٠٥.

وعلى كل تقدير فإن للمعاصي أسباباً غير تسويل الشيطان، فقد يكون سببها النفس الإمارة بالسوء أو غيرها.

ولعل الأهم من ذلك أن نعلم خطورة الشقاق وسوء ذات البين والتنازع بين الملسمين أيا كان سببه، فإنه من أخطر الأمور، فقد حذر منه الله تعالى في كتابه حين قال: وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:٤٦] .

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: وإياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة. رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه.

فالواجب الحذر من ذلك، والحرص على كل ما من شأنه أن يحقق الألفة والمودة بين المسلمين، ثم إن المساجد يجب أن تنزه عن مثل هذه الأفعال، فإنها لم تبن لهذا، وإنما بنيت للصلاة وذكر الله وتلاوة كتابه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ ذو القعدة ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>