للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم تعليق صور (جيفارا) الشيوعي]

[السُّؤَالُ]

ـ[ (جيفارا) ، الثائر لأجل الحرية، رأيت الشباب يضعون ملصقات لصورته على سياراتهم، والأطفال على الدراجات الهوائية والجوال والكمبيوتر، وكأنه مسلم فما حكم التعلق والتأسي به، وعلى ما أظن أنه شيوعي، ف أفتوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ظنه السائل الكريم من أن هذا الرجل شيوعي أمر صحيح مشهور، وهذا مما لا ينقضي منه العجب، أن يصل الجهل ببعض المسلمين أن يتخذ أمثال هذا الزعيم الشيوعي رمزاً ويتبارون في اقتناء صورته ولصقها، وهذا من العار البين المخزي، فإن الشيوعية -كما هو معلوم- مذهب فكري يقوم على الإلحاد، وأن المادة هي أساس كل شيء، ويفسر التاريخ بصراع الطبقات وبالعامل الاقتصادي، وقد تضرر المسلمون منها كثيراً، وهناك شعوب محيت بسببها من التاريخ، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: ٥٨٨٧.

ومنها تعلم أن الشيوعية مذهب كفري من دعا له أو سانده وهو يعلم حقيقته فهو كافر بالله ورسوله، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: ٣٥٦٣٨.. وقصد التشبه بمثل هذا الرجل أو تعظيمه أمر محرم بلا شك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم. رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني. وقد سبقت بعض الفتاوى في بيان معيار التشبه المنهي عنه، ومنها الفتوى رقم: ٦٤٢٥٦، والفتوى رقم: ٣٣١٠.

وأخف ما في هذه الظاهرة الجوفاء أن تعليق مثل هذه الملصقات يدخل في حكم تعليق الصور الفوتوغرافية لذوات الأرواح، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: ١٢٩٧٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ جمادي الثانية ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>