للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[استشيري واستخيري في شأن الزواج من قريبك]

[السُّؤَالُ]

ـ[لدي عمي وهو مريض بالخبيث وهو الآن على فراش الموت وقد طلب مني أن أتزوج ابنه وأعتقد أن ابنه هو الذي طلب منه فأنا لم أتردد واستخرت وهو كذلك، أنا أشعر بالارتياح اتجاهه، الحمد لله هو ملتزم ديننا وصاحب خلق ولكنه في السابق كان يعيش بطريقة فوضاوية ولكن الله هداه بعد أن أصيب عمي بهذا المرض، المشكلة أني مسؤولة عن إخوتي بعد وفاة أمي وأبي معاً وهما طفلان الأول ٦ سنوات وأختي ١١سنة وأتمنى أن أربيهم وأعلمهم في حضني وليس بعيدِا عني، وأعتقد أن ابن عمي موافقني الرأي ولكن لا أعرف أريد أن أطلب منه أن يسكن معي في منزلنا أن نأخذ غرفة لوحدنا ولكن أخاف إخواني يعترضوا بهذه النقطة وابن عمي متوسط مادياً، فلا أعرف كيف أقنعه وأقنع إخواني، أو أن أسكن معهم في منزلهم ولكن أفضل هو يسكن في منزلنا، وقد فكرت بأن لا يتم حفل زفاف بأن المصاريف التي ستصرف نحن أولى بها كي نسافر أو نقضي شهر عسل ونشتري أثاثا جيدا أتمنى أني أكون على صواب وأنا لا يهمني كلام الناس، وكيف لي أن أعرف أنه سيكون لي زوجاً صادقاً معي، وما هي الأسئلة المهمة جداً بين كل اثنين سيتزوجان مع العلم اني قد مللت ولا أحب المشاكل وأريد زوجاً يسعدني ويشاركني في كل كبيرة وصغيرة.

ولكم جزيل الشكر، وجزاكم الله كل خير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يشفي عمك هذا وأن ييسر لك زوجا صالحا، وأن يحقق لك معه السعادة، وإن كان ابن عمك هذا على دين وخلق -كما ذكرت- فمثله أرجى لأن تتحقق لك معه السعادة، فإن صاحب الدين والخلق إذا أحب المرأة أكرمها، وإن أبغضها لم يهنها، فننصحك بالموافقة على الزواج منه إن كانت له رغبة في ذلك ولا تلتفتي إلى ما كان عليه في الماضي، وأما السبيل للتوفيق في هذا الزواج ورجاء أن يكون هذا الشاب زوجا صادقا معك فيتحقق بأمرين: استشارة من هم أعرف به من ثقات الناس، واستخارة الله تعالى في أمر الزواج منه، وراجعي الفتوى رقم: ١٩٣٣٣.

وحفل الزفاف إذا خلا من المنكر فلا حرج في فعله ولا حرج أيضا في تركه، ولكن إن كان فعل ذلك معتادا في مجتمعكم فقد لا يكون من الحكمة ترك ذلك بالكلية فمن الممكن أن تقوموا بعمل حفل تجتنبون فيه البذخ والإسراف، وراجعي الفتوى رقم: ٩٥١٣٠.

وأما أمر السكن فإن كنت مسؤولة عن هذين الطفلين وهما في رعايتك وليس لك إخوة كبار بالبيت فإن من المستبعد اعتراضهما على سكنكما في هذا البيت، ولو قدر اعتراضهما فلا تلتفي لذلك، فأنت أدرى بما فيه مصلحتهما.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ شوال ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>