للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ليس كل دين يقدم على الحج]

[السُّؤَالُ]

ـ[كيف نوفق بين: كون سداد الدين أولى من الحج، وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم: فدين الله أحق بالوفاء؟

فماذا يقدم المسلم؟ دين العباد أم دين الله؟.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا تعارض بين الأمرين المذكورين حتى نحتاج إلى التوفيق بينهما، فالحج لا يجب إلا على المستطيع ماديا وبدنيا. كما قال تعالى: مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً {آل عمران:٩٧} .

والذي عليه دين حال وليس عنده ما يفي بدينه ويكفي لنفقة حجه ونفقة من تجب عليه نفقته غير مستطيع ماليا، ولذلك لا يجب عليه الحج أصلا، والواجب في حقه هو أداء ما افترض الله عليه من حقوق العباد من دين ونفقة.

ولو افترضنا أنه حصل تعارض بين الأمرين، فإن حق العباد في مثل هذه الحالة مقدم على حق الله تعالى، لأن حق الله مبني على العفو والمسامحة، وحق العباد مبني على المشاحة، لاستغناء الله، وحاجة الناس.

ثم إنه ليس كل دين يقدم على الحج، وانظر تفاصيل ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: ٦٨١٣، ١٣٥٠١، ٢٣٢٢٦. وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ شعبان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>