للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مدى المسؤولية عن العقوق]

[السُّؤَالُ]

ـ[من المعروف أن الإسلام يشدد على بر الوالدين, ويرفض عقوقهم، ومن المعلوم أن الله تعالى يعجل بعقاب عاق والديه في الدنيا بعدة عقوبات منها أن يكون أحد أبنائه عاقا لوالده بحيث يتصرف مع أبيه تماما كما كان هذا الأب يتصرف ويعق والده، سؤالي هو: هل هذا الابن (الحفيد) العاق يحاسب عل عقوقه لأبيه أم أنه لا يحاسب ويعاقب على ذلك كونه هو يسدد فعلة أبيه ... فأفيدوني أفادكم الله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس هناك دليل من الشرع يدلُ على أن من عق والديه فلا بد من أن يقيض الله له من يعقه، نعم روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بروا آباءكم تبركم أبناؤكم. حسنه المنذري وضعفه الذهبي في تلخيص المستدرك وكذا الشيخ الألباني وغيرهما ... وهذا الحديث يدل بمفهومه على أن من عق آباءه عقه أبناؤه، ويشهد لذلك ظواهر كثيرة تدل على أن الجزاء من جنس العمل؛ لكن هذا غير متعين.

والعقوق من أكبر الموبقات وقد يؤخر الله عقوبته للعبد في الآخرة، كما أن العبد قد يكون باراً ثم يبتلى بمن يعقه من أبنائه لحكمةٍ يعلمها الله عز وجل، وكون هذا عق أباه عقوبة لهذا الأب الذي عق أباه لا ينفي التبعة عن ذلك الحفيد لأنه كان مأموراً ببر أبيه فخالف وعصى، ولا يسوغ له أن يعقه بزعم أنه كان عاقاً، فمعصية أبيه على نفسه وهذا الحفيد خالف أمر الله بإرادته واختياره فصار مسؤولاً عنه محاسباً عليه، وانظر لذلك الفتوى رقم: ٧٦٥١٣.

وقد قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {المدثر:٣٨} ، وقال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ {فصلت:٤٦} .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ شوال ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>