للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أحسن علاج للبنت التي يخشى عليها الفتنة]

[السُّؤَالُ]

ـ[إخواني أنا أعيش في قمة المأساة والحزن والغضب إخواني أنا أمر بقصة أرجو فيها النصح والإفتاء والتوجيه إلى ما يرضي الله، أنا لي أخت في الجامعة ظهرت منها في الآونة الأخيرة تصرفات جعلتني أشك بأنها تسلك سلوكا لا يرضي الله فراقبتها وأنبتها على تصرفاتها فكانت ملتزمة بالزي الشرعي ولكنها اقتدت بالنساء الضالات وأصبحت تتبرج وتخرج من غير طاعه لي أو لوالدها ونصحتها في الله وأنبتها وضربتها من غير نفع في ذلك إلى أن اكتشفت أنها على علاقة مع شاب لها في الجامعه فجن جنوني وكدت أفقد عقلي ولكني تماسكت ونصحتها وبلغت والدي ووالدتي ونصحوها وأنبوها وبينوا لها خطورة الوضع، لكن ما تفاجئنا فيه أنها لم ترتدع وعندما أخبرت والدي أنه يجب أن نخرجها من الجامعة رفضو ذلك والجامعة كبيرة ولا يمكن مراقبتها هناك وأنا أخاف عليها ولا أعلم ماذا أفعل لكي أرضي الله وأنقذ أهلي وعرضي، أنا أكاد أفقد عقلي وخصوصا أني مسافر للعمل في دولة أخرى، أنا أغار على عرضي وأخاف من سخط ربي على أهلي ونفسي، فما العمل أنقذني الله بكم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا نعرف دواء لأختك أفضل من أن تزوجوها، فابحث لها عن صاحب دين وخلق، وسيكفيكم أمرها، فإن أبت الزواج ممن تختارون لها، فلا بأس أن تتعرفوا على ذلك الشاب -أعني زميلها في الجامعة- وتنظروا لعله يصلح لها، فتزوجوها به، فإن لم يرغب هو في الزواج بها، بان لها بأنه يخدعها، وأنه لا يحبها، وإنما يريدها لحاجة في نفسه، وتكون بذلك قد علمتها درساً في كذب من يلعبون بعواطف الفتيات، ويمنونهن بالزواج، وليسوا من أهله، ولو كانوا من أهله لأتوا البيوت من أبوابها، وعند ذلك قل لها: من أراد أن يربط معك علاقة ما، فاختبريه بالزواج، وقولي له: إن كنت تريد الزواج فاذهب إلى وليي واخطبني منه؛ وإلا فلا تعترض طريقي.

وعلى كل حال ففرضك هو أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر بلسانك أو بقلبك إن لم تستطع التغيير باللسان، ومحاولة إقناع الوالدين بما قد يترتب على التساهل في هذا الأمر من الوقوع في المعصية والفضيحة والعار، أما تغيير ذلك المنكر بما قد يترتب عليه مفسدة أعظم منه فليس إليك، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: ٨٠٩٢٦، والفتوى رقم: ٣٢٢٣٣، نسأل الله أن يحفظ أختك وبنات المسلمين أجمعين من كل سوء.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ جمادي الأولى ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>