للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الاقتراض بالربا لقضاء الدين تحت وطأة إلحاح الدائن]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما الحكم في الحاجة إلى قرض ربوي لتسديد ديون ولا بديل لذلك حيث أن أصحاب الديون يلحون في طلب أموالهم بطريقة مزعجة للغاية؟ وما الحكم في اضطراري للتهرب منهم وإعطائهم مواعيد غير واقعية رغما عني لعدم تفهم الظروف الصعبة التي أمر بها؟ حيث أنني تعرضت لخسارة ضخمة في تجارتي بسبب ظروف الانتفاضة ولا أجد من يسلفني حتى ميسرة مع أني دققت كل الأبواب للأسف الكذب وحده هو ما يهدئهم قليلا.. علما أني سأسدد لهم فور استطاعتي ذلك.. ويعلم الله أني أنوي السداد وما أفعله خارج عن إرادتي ولكن ما باليد حيلة.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالاقتراض بالربا لسداد الدين لا يجوز، وقد تقدم تفصيل ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: ١٩٥٢، ٢٩١٣.

ويجب على أصحاب الديون أن ينظروا المدين إذا كان معسراً حتى يتيسر أمره، كما قال تعالى: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ {البقرة: ٢٨٠} .

ولا يجوز لصاحب الدين أن يماطل ما دام قادراً على سداد الديون أو بعضها، قال صلى الله عليه وسلم: مطل الغني ظلم. متفق عليه.

وإلحاح أصحاب الديون وإزعاجهم لا يبرر الإقدام على القرض الربوي، لكن إذا كانوا يقدرون على سجنة مدة تضر بمعاشه، فله ذلك من باب الضرورة، كما تقدم في الفتوى رقم: ٤٨٧٢٧.

أما عن إعطاء أصحاب الديون وعوداً كاذبة، فإن ذلك لا يجوز، ولكن لتقل لهم: سأعطيكم حقكم عندما ييسر الله، أو بعد مدة كذا إذا شاء الله، أو إذا سهل الله ونحو ذلك من العبارات التي لا تعد وعداً جازماً، ولا كذباً صريحاً.

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح حالك، وأن يسهل أمرك، وأن يخلف عليك بخير.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ شعبان ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>