للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم وصف المصحف بالداهية]

[السُّؤَالُ]

ـ[كنت قد تشاجرت مع أختي الكبرى على أنني أخذت المصحف الخاص بها لأتعلم فيه أصول التجويد وذلك لكبر حروفه وأنا في هذه الفترة كنت لا أمتلك المال لشراء واحد آخر خاص بي وغضبت أثناء المشاجرة وكان هناك مصحف كبير الحجم ولا أستطيع حمله عندما أذهب إلى معهد التجويد فصارت هي تستفزني وتقول لي خذي هذا المصحف الكبير ومع الغضب قلت لها كيف أحمل هذا (الداهية) دي وكان قصدي علي الحجم ليس إلا وبعد أن نطقت هذه الكلمة ندمت كثيرا واستغفرت الله ونطقت بالشهادتين فما حكم ما فعلته وهل علي كفارة أرجو الإفادة لأنني أخاف أن أغضب ربي؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فواجب المسلم أن يعظم كتاب الله ويحترمه ويصونه عما لا يليق به من الأقوال والأفعال. قال الله تعالى: وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ {الحج: ٣٢} .

وعليه، فلا يجوز أن يوصف المصحف بالداهية، ومن قال ذلك استخفافا به فهو مرتد والعياذ بالله

ولكن بما أنك لا تقصدين الاستخفاف وإنما أردت فقط كبر حجمه وندمت على ذلك واستغفرت كثيرا ونطقت بالشهادتين فعسى أن لا يلحقك شيء مما ذكرت، والواجب تجنب مثل ذلك في المستقبل، وليس له كفارة غير الاستغفار.

وعليك أن تتجنبي الغضب فإنه كثيرا ما يجر إلى الوقوع في الأخطاء. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن طلب منه أن يوصيه: لا تغضب، فردد مرارا قال: لا تغضب. رواه البخاري وغيره.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ ذو القعدة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>