للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الحكمة من تكرار آية "فبأي آلاء ربكما تكذبان"]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما هي الحكمة الإلهية في تكرار الآية فبأي آلاء ربكما تكذبان؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالحكمة في ذلك: أن القرآن نزل بلسان العرب، ومن عادة لسانهم التكرار، لإرادة التأكيد والإفهام والتقرير.

ونظير ذلك: قوله تعالى: "ويل يومئذ للمكذبين" في سورة المرسلات، حيث كررت عدة مرات، وقوله تعالى: " كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون" في سورة النبأ، وقوله تعالى: "فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا"

قال الإمام البغوي في تفسيره عند تفسير قوله تعالى: "فبأي آلاء ربكما تكذبان": كرر هذه الآية في هذه السورة تقريرا للنعمة وتأكيدا في التذكير بها على عادة العرب في الإبلاغ والإشباع، يعدد على الخلق آلاه، ويفصل بين كل نعمتين بما ينبههم عليها، كقول الرجل لمن أحسن إليه وتابع عليه بالأيادي وهو ينكرها ويكفرها: ألم تكن فقيرا فأغنيتك أفتنكر هذا؟ ألم تكن عريانا فكسوتك أفتنكر هذا؟ ومثل هذا التكرير شائع في كلام العرب.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ رمضان ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>