للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[قطع العلاقة مع الأجنبية هو المتعين]

[السُّؤَالُ]

ـ[عندي سؤال وأرجو الإجابة ... أنا شاب عربي مسلم أعيش بإحدى الدول الأروبية حيث أدرس بإحدى جامعاتها أنا والحمد لله هداني الله في هذا البلد وأصبحت أصلي وأحافظ على صلاتي قدر المستطاع مررت بنكسات متعددة بحكم وحدتي وابتعادي عن الصالحين وذلك بسبب كبر المدينة التي أعيش بها وبعد سكني عن المساجد وهي والحمد لله كثيرة، فكرت في الزواج لأحافظ على نفسي من الوقوع في الرذيلة والله شاهد على ما أقول وبحكم قلة معارفي أو بالأحرى إنعدامها التجأت إلى زميلة لي وهي تدرس معي في نفس الشعبة قد قدمت من بلدي بحكم تواجد عائلتها هنا رأيت أختها معها مرتين بالصدفة في الشارع وكانت مع زميلتي فصارحتها عزمي ونيتي أن أتقدم لخطبة أختها حيث إني مستعد للإقدام على خطبتها وطلب يد أختها من والدها وبعثت بإيميل لأختها أخبرتها بنيتي فوافقت على أن يكون هنالك لقاء قبل الخطوبة ومن هنا بدأت القصة، زميلتي وبحكم علاقتنا الدراسية كنا نتقابل يوميا في مكتبة الدراسة فأصبحنا كالإخوة أو أكثر هي تصارحني بمشاكلها وأنا كذلك رغم حدة طباعها وهذا بشهادتها وشهادة كل من عرفها، زميلتي كانت في الماضي القريب تشكر لي عائلتها وأخوها وأختها، الآن أصبحت متضايقة لعلاقتي مع أختها وتحاول قدر المستطاع الإبعاد بيني وبينها حتى أصبحت تخبرني بأشياء غير لائقة عن أختها وتغيرت تصرفاتها تجاهي وأصبحت تتجنبني وتتعمد التسويف والمماطلة عندما صارحتها برغبتي في لقاء أختها للحديث رسميا في موضوع الخطبة، أخبرتها أني لا أريد أن أخسر علاقتي بها وبأختها بسبب سوء التفاهم الذي قد يحصل بيني وبين أختها في الم. س.ن (فلم تعرني اهتماما وأجابت بعد الامتحانات سألاقيك بها) حيث أصبحت الأخت تسألني أسئلة غريبة وتحسسني بأنني رجعي وتقول لي أنها لا تستطيع العيش مع شخص يحبسها في بيت لقراءة القرآن وأنها لا تستطيع أن تعيش كما عاشت النساء في عهد الرسول (رغم أنها تصلي) !!! بقيت حائرا لا أعرف كيف أتصرف معها فأفهمتها بأن الدين لا يؤتى بالقوة إنما بالدعاء والصبر رغم ذلك أحسست أنها لم تقتنع بكلامي وأن هناك من يحاول جاهدا أن يطيح بيني وبينها.. إنها زميلتي (أختها!) طلبت منها أن نعجل باللقاء وأن ننقص من الحوار عبر الشات لأنه مدعاة للجدل والمشاكل لكنها لم يعجبها ذلك وأصبحت تلمح أني بدون شخصية ولا حول ولا قوة إلا بالله فقررت في آخر لقاء لنا فالم. س.ن أن أحذفها وأن أقطع العلاقة كليا معها ومع زميلتي وأفهمتها أننا لن نتفاهم أبدا ما دام لم يحصل اللقاء الذي انتظرته شهرا ونصف الشهر حيث سوفت الأختان بما فيه الكفاية وجرحت كرامتي بالإجابة على أسئلة تنم عن جهل ودناءة أخلاق حيث كنت آملا أن أصلح من شأني ومن شأنها وها هي النتيجة أصبحت أبغض الاثنتين وساء حالي تعطلت دراستي حيث إننا نمر بفترة امتحانات رسبت فيها كلها وبقيت لي بعض الامتحانات الشهرالقادم وأطلب من الله أن يوفقني فيها كما أطلب منكم الدعاء لي أن يهديني ربي ويبعد عني الخبيثات.

سؤالي هو: أين وجه الخطأ في تصرفاتي وهل كنت متعجلا في قرار الحذف وقطع العلاقة أجيبوني بالله عليكم فأنا محتار! حيث صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال يأتي يوم على أمتي يصبح فيها الحليم حيرانا أو كما قال صلى الله عليه وسلم؟ جزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم تكن مخطئاً بقطع هذه العلاقة بل هذا هو القرار الصحيح والذي يوجبه عليك الشرع، وليس فيه تعجل، فننصحك أخي أن تتجنب مثل هذه العلاقات مع من كنت تريد الزواج منها ومع من لا تريده منها، وإذا كنت تريد الزواج فاسلك الطريق الصحيح المشروع، وابحث عن ذات الدين، وإذا كنت في بلد غربة فابحث عن أناس صالحين ناصحين، واطلب منهم العون والنصح في هذا الأمر، وستجد من يدلك على الفتاة المناسبة، ثم تتقدم لخطبتها من أهلها، وفقك الله لما يحبه ويرضى.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ ربيع الأول ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>